الجمعة، 14 أغسطس 2015

وصلت تحذيرات من وجود الجهاديين وسط الثوار السوريين في وقت مبكر وتم تجاهلها



في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 2013 ظهر وزير الخارجية الامريكي جون كيري في جلسات الكونجرس علي أمل حشد الدعم لخطة إدارة اوباما للرد بعمل عسكري علي استخدام  حكومة سوريا الاسلحة الكيمياوية خارج دمشق . 

وكان وزير الخارجية يحمل في جعبته أخبارا طيبة ونادرة بخصوص الصراع الذي وصل في وقتها عامه الدموي الثالث . 

طمأن كيري أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قائلا : " المعارضة أصبحت أقوي اليوم " . ورسم صورة لشركاء نموذجيين للولايات المتحدةقائلا بأن حركة الثوار " أصبحت بشكل متزايد أكثر اعتدالا وأكثر اتساعا لنطاق عضويتها " . وقال انها بدأت تلتزم بالعملية الديمقراطية ودستور يحمي الاقليات . 

وفي جلسة اخري في نفس الاسبوع رد كيري علي تشكيك احد المشرعين في وجود ثوار معتدلين بقوله ان جزءا من الثوار فقط من " تنظيم القاعدة والأشرار " . وقدر ان عددهم قد يصل من 15 الي 25 في المئة . 

وقال كيري " يوجد بالفعل معارضة معتدلة " 

وإذا كان المشرع المتشكك قد اطمأن فإن المراقبين المحترفين للشأن السوري لم يطمئنوا . وشعر الكثير منهم بالفزع لما بدا لهم إما سذاجة خطيرة أو كذب صريح ، نظرا لأن التقييمات الداخلية للحكومة الامريكية إكتشفت في وقت مبكر جدا في هذا الصراع أن المتطرفين من نوعية تنظيم القاعدة كانوا يلعبون الدور الأكبر في الحرب مع الثوار . بالاضافة الي أن الثوار الاسلاميين كانوا متهمين بخطف الصحفيين الغربيين وعمال الإغاثة . ومن هؤلاء الضحايا ستيفين سوتلوف ، وهو صحفي حر من مدينة ميامي قامت الدولة الاسلامية فيما بعد بقطع رأسه ، الذي اختفي في سوريا قبل شهر فقط من شهادة كيري في الكونجرس . 

وكان الاعتقاد السائد ، حسب كل الروايات - سواء التي وردت في المذكرات الداخلية أو تقارير المخابرات أو الرسائل التي تصل من أرض الواقع - أن المتطرفين كانوا يجندون ويتفوقون علي المقاتلين العاديين وأن الفصائل المعتدلة رخوة الانتماء المعروفة إجمالا باسم الجيش السوري الحر كانت أضعف من الجهاديين الأكثر انضباطا وأفضل تسليحا .

وتكشف اللقاءات المطولة التي ؟أجريناها مع صانعي السياسة الخاصة بسوريا في ادارة اوباما ، بعضهم ذكر اسمه صراحة والبعض الاخر طلبوا إخفاء أسماءهم ليكشفوا بحرية نقاشات الادارة من خلف الستار ، أن الادارة تلقت تحزيرات في وقت مبكر حول تفوق المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في خضم الصراع المناهش للأسد .

إختار بعض المسئولين الكبار أن يديروا وجوههم وفضلوا الحديث في رواية مضللة عن قوة المقاتلين المعتدلين . اليوم نفس المتطرفين استولوا علي مناطق واسعة في سوريا والعراق وإقتلعوا ملايين الناس وبدأوا في تهديد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وأقحموا الولايات المتحدة في صراع اخر مفتوح في الشرق الاوسط .

بدأت الثورة السورية في مارس 2011 كجزء من موجة المظاهرا الاحتجاجية في العالم العربي والتي كانت في غالبيتها مظاهرات سلمية ضد الانظمة الاستبدادية التي أسقطت بسرعة النظام المصري والتونسي . ومع ذلك ، في غضون شهور تبين أن نداءات وزارة الخارجية لنشطاء الثورة السورية للحفاظ علي سلميتها لم تفلح أمام تزايد قمع النظام الوحشي للمتظاهرين 

لم يستغرق إنضمام المسلحين الاسلاميين للصراع طويلا ، وبرروا مشاركتهم بتفسيرات حرفية لنصوص دينية عن قتال الظالمين . وحظيت عمليات الحشد للجهاد التي بدت نبيلة إقبالا أشبه بالمغناطيس من الشباب والشابات الغاضبات من كل أنحاء العالم الاسلامي

  
وفي شهر نوفمبر بعد مرور 8 شهور علي الثورة السورية بعد أن طالب الرئيس اوباما الرئيس الاسد بالتنحي وصلت مذكرة الي مستشار الأمن القومي حينئذ توم دنيلون محذرة " أن هذا الأمر انقلب الي جهاد " ، وفقا لتلخيص مسئول كبير سابق . ماذا كان الرد ؟

قال المسئول السابق : " لم يكن هناك أي مؤشر أبدا علي أن المذكرة قد قرأت"

وقال إثنين من مساعدي دنيلون ، اللذان يعملان الان في مجلس العلاقات الخارجية بنيو يورك ، أنه غير متاح للتعليق .

كان التحول في قوة الثوار أكثر حدة في العام التالي . فقد زاد نشاط المتطرقين وبدأت معالم ما أصبح يسمي فيما بعد  بالدولة الاسلامية في التشكل والظهور

وقال روبرت فورد الذي كان حينئذ سفير الولايات المتحدة في سوريا رغم إجباره علي مغادرة سوريا في 2011 : " في النصف الثاني من سنة 2012 كان بعضنا يحذر مرؤسينا والبيت الابيض أن الجهاديين يسيطرون علي شرق سوريا وسيقيمون ارتباطات مع الجهاديين في العراق . والحقيقة أن الجهاديين السوريين جاءوا من العراق . لذا فنحن كنا نعلم بالفعل أنه تربطهم علاقات وروابط " .

ترسخ وجود الجهاديين في الفترة التي أخبر فيها كيري الكونجرس في خريف 2013 أن المعتدلين في صعود

وصنفت ادارة اوباما بالفعل جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا تنظيما ارهابيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق