بيروت - "الحياة"
الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤
في وقت لم تحقق الجولة الثانية من المفاوضات بين الطرفين المتنازعين في سورية إلا "تقدماً بسيطاً"، ثمة قلق في شأن سلامة العشرات من الرجال والفتيان، الذين تعتقلهم السلطات السورية بعد خروجهم من حمص المحاصرة.
واستأنفت عمليات اجلاء المدنيين، بعد يوم من تعليق العمل، اذ أكد محافظ حمص طلال البرازي استئناف العمليات الانسانية في حمص القديمة المحاصرة، غداة تعليقها بسبب "صعوبات لوجستية".
ولا يزال مئات المدنيين عالقين في الاحياء المدمرة، التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية.
وتمكن حوالى 1100 شخص من الخروج من حمص منذ الجمعة الماضي، مستفيدين من هدنة أعلنها الطرفان المتنازعان.
ويوجد حوالى ألف مدني في المدينة، التي تحاصرها القوات الحكومية السورية، وتسيطر على أحيائها القديمة المعارضة المسلحة، وهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الطبية العاجلة.
وقال مسؤولون سوريون أمس الثلثاء إنهم أخلوا سبيل مئات الرجال بعد استجوابهم والتأكد من عدم ارتباطهم بالمعارضة المسلحة، بينما عبر ناطق باسم الأمم المتحدة عن قلقه على مصير مئات المعتقلين.
ويتهم الناشطون داخل سورية الحكومة بـ"الوقوف وراء التأجيل"، قائلين إن "الحكومة تريد منع الغذاء عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المدينة".
وأكدت الأمم المتحدة إن "أسباباً تقنية حالت دون اكمال العملية".
وتوضح منظمات إنسانية إنها ستقوم بمحاولات أخرى لإجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً، بينما ينتهي أجل إطلاق النار الموقت في حمص اليوم الأربعاء.
الى ذلك، يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة غير رسمية الثلثاء لمناقشة مشروع قرار عربي - غربي في شأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في سورية، وصفته روسيا بأنه "منفصل عن الواقع".
وقال ديبلوماسي روسي صباح اليوم لوكالة الاعلام الروسية الرسمية ان "روسيا تعتقد أن الصيغة الحالية لمشروع قرار للأمم المتحدة في شأن دخول المساعدات إلى سورية، تهدف إلى التمهيد إلى تدخل عسكري"، وإن بلاده "ستصوت ضد الوثيقة في شكلها الحالي".
وفي سياق آخر، قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، أمس الثلثاء، بعد اجتماع مباشر بين طرفي النزاع في جنيف، إن "محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة لا تحقق تقدماً كبيراً".
وبدأت المحادثات في جولة أولى استمرت أسبوعاً الشهر الماضي، من دون تواصل مباشر بين الطرفين، ولكن الجولة الثانية شهدت وقوف الجميع دقيقة صمت ترحماً على أرواح ضحايا النزاع المقدر عددهم حوالى 130 ألفاً.
ووصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس الثلثاء بأنه "يوم ضائع"، وأكد الناطق باسم وفد المعارضة لؤي الصافي أن "المحادثات لم تحرز أي تقدم".
وتعثرت المحادثات بسبب خلاف حول جدول الأعمال، إذ تريد المعارضة مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، بينما تصر الحكومة على أن القضية الأولى لابد أن تكون مكافحة الإرهاب، وتقصد بذلك كل المعارضة المسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق