جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تستحق مساندتنا لها
في الحوار الذي أجراه مؤخرا الرئيس باراك اوباما مع صحيفة زي نيويوركر، عقد مقارنة مثيرة للانتباه بين تنظيم القاعدة وفريق لوس أنجليس ليكر لكرة السلة. وقال : " لو إرتدي فريق أشبال زي
فريق لوس أنجليس ليكر لن يجعل منهم هذا الزي اللاعب كوبي براينت " . وواصل شرحه قائلا أنه بالمثل لا يوجد " فرق بين قدرة وإستطاعة ( أسامة ) بن لادن وشبكة تنشط في التخطيط لمؤامرات ارهابية كبيرة في الداخل مقابل الجهاديين المشتبكين في صراع علي السلطة في مناطق مختلفة ونزاعات أغلبه طائفية "
ولقي تصريح اوباما الساخر انتقادات لاذعة من كثيرين من اليمين السياسي، الذين اتهموه بالإستخفاف بالإرهاب.قال أوليفر نورث، الرئيس السابق لمشاة البحرية الامريكية : "انه تصريح وقح ومتعجرف وجاهل" . ومع ذلك فمهما كان لهذه الحجة من جازبية إلا أنها حجة كاذبة. وكما ألمح أوباما، أن من حقائق الحياة السيطة أن ليس كل المنظمات الإرهابية تشكل تهديدا مماثلا للولايات المتحدة وحلفائها.
لا يوجد أنسب من هذا الوقت لهذه اللطمة. تنظيم القاعدة الذي عرفناه بالأمس قد رحل. وما تبقي منه هو مجموعة من المنظمات العديدة المختلفة المنشطرة، وبعضها لها أجندتها الخاصة بها، وهي أجندة شديدة المحلية. والرد الأمريكي علي كل واحدة منها، كما صرح اوباما، يجب أن " يحدد ويكون دقيقا بما فيه الكفاية بما لا يجعلنا نعتقد أن أي أعمال فظيعة ترتكب حول العالم بدافع فكر اسلامي متطرف هي تهديد مباشر لنا أو أنه شيئ نضظر الي التورط فيه "
الآثار المترتبة على مثل هذا النهج أثار بعيدة المدى، لكنها تحتاج إلى تطبيقها مباشرة وفورا في سوريا. اليوم يتقاتل فرعين تابعين لتنظيم القاعدة، جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش) في محافظة الرقة السورية. وربما يري أوليفر نورث أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقضي علي كلا الفريقين. لكن إلقاء الرئيس نظرة متفحصة سيجعله يطرح أسئلة أساسية قبل اتخاذ أي إجراء متعجل. هل للولايات المتحدة مصلحة في نتائج صراع داخل تنظيم القاعدة؟ هل تتبني موقفا علي طريقة " فليصاب منزلهما بالجدري"؟ أم أن أحد فرعي تنظيم القاعدة أقل تهديدا من الفرع الاخر، وبالتالي يستحق التغاضي عنه لأسباب تكتيكية؟
واذا لم تكن هذه المسائل معقدة بما يكفي، فهناك مسألة أخري: يجب علي الولايات المتحدة أن تدرس هل قتال تنظيم القاعدة هو دائما أولوية استراتيجية في الشرق الأوسط. وقد يعترض ها طريق أهداف أخري، تشمل جهود إحتواء ايران وسوريا، وكلتاهما دولتين راعيتين للإرهاب ويداهما ملطختان بقدر كبير من الدماء. فعلي سبيل المثال، قد يؤدي التركيز الحصري علي تنظيم القاعدة في سوريا الي تحسين موقف ايران مما يضر بنفس القدر بمصالح الولايات المتحدة بعيدة المدي .
أصبحت الحاجة إلى المرونة العملياتية حاجة ماسة لا سيما في الأسبوع الماضي، عندما اتضح أن أحد الأعضاء البارزين في أحرار الشام، وهي من الجماعات الثورية الأكثر فعالية التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كانت له علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة. نشر الرجل، أبو خالد السوري، بيانا امتدح فيه بن لادن وزعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري. وبتصريح السوري بولائه لهذين الرجلين قدم دليلا ملموسا على ان تنظيم القاعدة وأحرار الشام مرتبطان ارتباطا وثيقا، كما كانت تتردد الشائعات منذ فترة طويلة. ولو إسترشدنا بالتجارب السابقة فإن بيان السوري سيولد بلا شك ضغوطا على الولايات المتحدة لتصنيف أحرار الشام كمنظمة إرهابية.
وقبل أن يفعل اوباما ذلك ينبغي أن يفهم التالي :
أولا، أحرار الشام وشركائها في الجبهة الاسلامية، وهي أكبر إئتلاف للثوار، في حالة حرب علي داعش التي تشكل قلقا أكبر للولايات المتحدة . وداعش لديها أكبر سجل لدعم الجهاد الدولي ويداها ملطختان بدماء الأمريكيين من حربها ضد الولايات المتحدة في العراق. وداعش تقتل المدنيين السوريين دون تمييز، وأخيرا هي حلقة الوصل الرئيسية التي يمتد من خلالها الصراع في سوريا الي محافظة الأنبار في العراق. تمثل الجبهة الاسلامية التي تضم أحرار الشام الأمل الأخير لهزيمة داعش في سوريا .
ثانيا، تصنيف أحرار الشام كجماعة ارهابية سيقضي علي الفرص القليلة المتاحة للولايات المتحدة لبناء علاقات قوية مع الميليشيات الاخري في الجبهة الاسلامية. وهذه العلاقات ستضمن أن تتعامل الجبهة بشكل جيد مع المدنيين السوريين أثناء الحرب وبعدها، لو تمكنوا من إسقاط الأسد. جعل أحرار الشام عدو مباشر سيصعب بشدة علي المنظمات الامريكية غير الحكومية نقل المساعدات من خلال المناطق التي تسيطر عليها هي والجبهة الاسلامية لأن قوانين الولايات المتحدة تحرم العمل مع المنظمات الارهابية.
وأخيرا، حسن عبود قائد أحرار الشام لم يقر أبدا برؤية بن لادن في الجهاد الدولي. وكفاحه مقتصر علي سوريا. تصنيف هذه الجماعة كمنظمة ارهابية سيأتي باثار سلبية بسبب دفعها بالكامل نحو معسكر تنظيم القاعدة .
في الحوار الذي أجراه مؤخرا الرئيس باراك اوباما مع صحيفة زي نيويوركر، عقد مقارنة مثيرة للانتباه بين تنظيم القاعدة وفريق لوس أنجليس ليكر لكرة السلة. وقال : " لو إرتدي فريق أشبال زي
فريق لوس أنجليس ليكر لن يجعل منهم هذا الزي اللاعب كوبي براينت " . وواصل شرحه قائلا أنه بالمثل لا يوجد " فرق بين قدرة وإستطاعة ( أسامة ) بن لادن وشبكة تنشط في التخطيط لمؤامرات ارهابية كبيرة في الداخل مقابل الجهاديين المشتبكين في صراع علي السلطة في مناطق مختلفة ونزاعات أغلبه طائفية "
ولقي تصريح اوباما الساخر انتقادات لاذعة من كثيرين من اليمين السياسي، الذين اتهموه بالإستخفاف بالإرهاب.قال أوليفر نورث، الرئيس السابق لمشاة البحرية الامريكية : "انه تصريح وقح ومتعجرف وجاهل" . ومع ذلك فمهما كان لهذه الحجة من جازبية إلا أنها حجة كاذبة. وكما ألمح أوباما، أن من حقائق الحياة السيطة أن ليس كل المنظمات الإرهابية تشكل تهديدا مماثلا للولايات المتحدة وحلفائها.
لا يوجد أنسب من هذا الوقت لهذه اللطمة. تنظيم القاعدة الذي عرفناه بالأمس قد رحل. وما تبقي منه هو مجموعة من المنظمات العديدة المختلفة المنشطرة، وبعضها لها أجندتها الخاصة بها، وهي أجندة شديدة المحلية. والرد الأمريكي علي كل واحدة منها، كما صرح اوباما، يجب أن " يحدد ويكون دقيقا بما فيه الكفاية بما لا يجعلنا نعتقد أن أي أعمال فظيعة ترتكب حول العالم بدافع فكر اسلامي متطرف هي تهديد مباشر لنا أو أنه شيئ نضظر الي التورط فيه "
الآثار المترتبة على مثل هذا النهج أثار بعيدة المدى، لكنها تحتاج إلى تطبيقها مباشرة وفورا في سوريا. اليوم يتقاتل فرعين تابعين لتنظيم القاعدة، جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش) في محافظة الرقة السورية. وربما يري أوليفر نورث أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقضي علي كلا الفريقين. لكن إلقاء الرئيس نظرة متفحصة سيجعله يطرح أسئلة أساسية قبل اتخاذ أي إجراء متعجل. هل للولايات المتحدة مصلحة في نتائج صراع داخل تنظيم القاعدة؟ هل تتبني موقفا علي طريقة " فليصاب منزلهما بالجدري"؟ أم أن أحد فرعي تنظيم القاعدة أقل تهديدا من الفرع الاخر، وبالتالي يستحق التغاضي عنه لأسباب تكتيكية؟
واذا لم تكن هذه المسائل معقدة بما يكفي، فهناك مسألة أخري: يجب علي الولايات المتحدة أن تدرس هل قتال تنظيم القاعدة هو دائما أولوية استراتيجية في الشرق الأوسط. وقد يعترض ها طريق أهداف أخري، تشمل جهود إحتواء ايران وسوريا، وكلتاهما دولتين راعيتين للإرهاب ويداهما ملطختان بقدر كبير من الدماء. فعلي سبيل المثال، قد يؤدي التركيز الحصري علي تنظيم القاعدة في سوريا الي تحسين موقف ايران مما يضر بنفس القدر بمصالح الولايات المتحدة بعيدة المدي .
أصبحت الحاجة إلى المرونة العملياتية حاجة ماسة لا سيما في الأسبوع الماضي، عندما اتضح أن أحد الأعضاء البارزين في أحرار الشام، وهي من الجماعات الثورية الأكثر فعالية التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كانت له علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة. نشر الرجل، أبو خالد السوري، بيانا امتدح فيه بن لادن وزعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري. وبتصريح السوري بولائه لهذين الرجلين قدم دليلا ملموسا على ان تنظيم القاعدة وأحرار الشام مرتبطان ارتباطا وثيقا، كما كانت تتردد الشائعات منذ فترة طويلة. ولو إسترشدنا بالتجارب السابقة فإن بيان السوري سيولد بلا شك ضغوطا على الولايات المتحدة لتصنيف أحرار الشام كمنظمة إرهابية.
وقبل أن يفعل اوباما ذلك ينبغي أن يفهم التالي :
أولا، أحرار الشام وشركائها في الجبهة الاسلامية، وهي أكبر إئتلاف للثوار، في حالة حرب علي داعش التي تشكل قلقا أكبر للولايات المتحدة . وداعش لديها أكبر سجل لدعم الجهاد الدولي ويداها ملطختان بدماء الأمريكيين من حربها ضد الولايات المتحدة في العراق. وداعش تقتل المدنيين السوريين دون تمييز، وأخيرا هي حلقة الوصل الرئيسية التي يمتد من خلالها الصراع في سوريا الي محافظة الأنبار في العراق. تمثل الجبهة الاسلامية التي تضم أحرار الشام الأمل الأخير لهزيمة داعش في سوريا .
ثانيا، تصنيف أحرار الشام كجماعة ارهابية سيقضي علي الفرص القليلة المتاحة للولايات المتحدة لبناء علاقات قوية مع الميليشيات الاخري في الجبهة الاسلامية. وهذه العلاقات ستضمن أن تتعامل الجبهة بشكل جيد مع المدنيين السوريين أثناء الحرب وبعدها، لو تمكنوا من إسقاط الأسد. جعل أحرار الشام عدو مباشر سيصعب بشدة علي المنظمات الامريكية غير الحكومية نقل المساعدات من خلال المناطق التي تسيطر عليها هي والجبهة الاسلامية لأن قوانين الولايات المتحدة تحرم العمل مع المنظمات الارهابية.
وأخيرا، حسن عبود قائد أحرار الشام لم يقر أبدا برؤية بن لادن في الجهاد الدولي. وكفاحه مقتصر علي سوريا. تصنيف هذه الجماعة كمنظمة ارهابية سيأتي باثار سلبية بسبب دفعها بالكامل نحو معسكر تنظيم القاعدة .
(في الواقع، بيان السوري في حد ذاته قد يكون مؤشرا على وجود نقاش داخلي حول الارتباط ارتباطا وثيقا بجبهة النصرة التي تنافس داعش علي ارتداء معطف تنظيم القاعدة في سوريا.)
البعض سيقول أن أيدي الولايات المتحدة مغلولة. فالتأكيد العلني أن أحد أفراد تنظيم القاعدة قائد بارز في أحد أهم فصائل الجبهة الاسلامية أمر يصعب تجاوزه. لكن أوباما أكثر حصافة عندما يتعلق الأمر بتصنيف احدي المنظمات الارهابية مما يعتقد البعض .
أنظر، علي سبيل المثال، لسابقة أفغانستان حين امتنعت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر من تصنيف أي طرف في طالبان كجماعة ارهابية، رغم أن طالبان تأوي تنظيم القاعدة وحملت السلاح في وجه الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة فقط صنف اوباما شبكة حقاني التي لها علاقات مباشرة ببن لادن كجماعة ارهابية. وحتي يومنا هذا لم تصنف المكونات الرئيسية لطالبان مثل شبكة حكمتيار ومجلس شوري كويتا كجماعات ارهابية
كل هذا لا يعني أن تجلس الولايات المتحدة عاجزة وتسمح لأحرار الشام أن تنمو دون ضوابط. والواضح أن التعاطف مع القاعدة هو بشير شؤم لمستقبل سوريا، لكن الكثير من جوانب الصراع السوري، ومنها دور ايران وحزب الله والسياسات الاجرامية لنظام الأسد. وبالأحري، لابد وأن ينظر الي تصنيف الجماعات الارهابية الاجنبية بإعتباره تكتيكا لخدمة استراتيجية أكبر - أداة في يد رئيس يحسن التمييز .
https://www.foreignaffairs.com/articles/syria/2014-01-23/good-and-bad-ahrar-al-sham
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق