السبت، 7 مايو 2016

ثوار سوريا ممزعين بين الاستسلام والانضمام للجماعات الاسلامية المتطرفة




تركيا - - علي عثمان هو واحد من ضمن اخرين في احدي الجماعات التابعة للثوار التي بدأت تتقلص في الجبال الواقعة عبر تلك المدينة الحدودية ممن يواجهون خيارا مؤلما : قبول تسوية مع نظام يسبونه أو القتال الي جانب الحلفاء الاسلاميين التابعين لتنظيم القاعدة .

ويقول علي المنشق عن الجيش السوري ورفاقه المقاتلين أنهم أضعفوا وحوصروا بعد أشهر من قصف القوات الروسية الداعمة لنظام لرئيس الأسد. وانتهت محادثات السلام في الشهر الماضي دون ان تحرز تقدما وسط تصعيد كبير في اعمال العنف في مدينة حلب الشمالية . وبعد يوم واحد من اعلان الولايات المتحدة التوصل الي اتفاق مع روسيا حول وفق اطلاق النار مجددا في حلب، استهدفت الجماعات الاسلامية يوم الثلاثاء المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب بالصواريخ وقذائف الهاون ونيران القناصة، وفقا لاعلام الحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الانسان ومقره المملكة المتحدة .

 وقال السيد عثمان البالغ من العمر 26 عاما أثناء زيارة قام بها مؤخرا مع عائلته الي تركيا : " زوجتي تتوسل الي تقريبا كل يوم أن أترك الجبل . وتواصل سؤالي : لماذا لا تزال تقاتل ؟  "

مصير الثوار المعتدلين في سوريا بالغ الأهمية بالنسبة لجهود الولايات المتحدة في المنطقة. فإذا تخلي الثوار عن القتال أو انضموا الي قوات الجماعات الاسلامية المتطرفة ستفقد الولايات المتحدة نفوزها لتشكيل نتيجة الحرب - وتشكيل حلفاء محتملين ضد الدولة الاسلامية ( داعش )

ويحذر بعض القادة العسكريين من الثوار القريبين من الولايات المتحدة ان الجمود الدبلوماسي وتجدد الضربات الجوية علي المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار ستدفع الناس الي أحضان المتطرفين، ومنهم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة التي صنفها مجلس الامن التابع الامم المتحدة تنظيما ارهابيا واستبعدها من أي تسوية محتملة مع النظام .

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء أن وقف اطلاق النار لن ينجح الا اذا فصل الثوار المعتدلين انفسهم عن جبهة النصرة والجماعات الاخري المعارضة للتسوية .

واتفق جون كيري مع كلام وزير الخارجية الروسي قائلا : " نريد أن نتبين من ذلك حتي نتمكن من فصل هؤلاء الناس "

وفي شمال غرب سوريا - حيث يحاول السيد عثمان واخرين غيره اتخاذ موقفهم الأخير - وفي مناطق اخري يحتل الثوار المعتدلين نفس الارض التي تحتلها جبهة النصرة ويقولون انهم مجبرين علي التنسيق والمشاركة في الموارد الضئيلة معها، خصوصا عندما يتعرضوا جميعا لهجوم من النظام وحلفائه . وهذا الاسبوع قالت جبهة النصرة و ستة جماعات ثورية اخري في شمال سوريا أنهم سيعيدون انشاء مركز القيادة المشتركة للانتقام من إجراءات النظام.

ويحاول كلا من النظام والمتطرفين إغراء الثوار . يقول السيد عثمان أن النصرة تحاول تجنيد الثوار  عن طريق أشرطة الفيديو الملساء الماكرة في حين يواصل النظام إسقاط منشورات على عدد قليل من القرى التي لا تزال جماعته متمسكة بها في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، ويطالبونهم  بالاستسلام أو الموت.

ويقول عثمان ان الدول الداعمة لجماعته تشمل امريكا وتركيا وفرنسا والسعودية. لكن عددهم الان أقل من 500 مقاتل، بعد أن انخفض عددهم من حوالي 2800 في العام الماضي، كما يقول عثمان

وقال عثمان : " الكثيرين من افراد جماعتي إما قتلوا أو فقدوا جزءا من اعضائهم ."  وأضاف " لا نستطيع القتال بمفردنا "، في اشارة الي الحاجة الي التعاون مع فصائل اسلامية مثل النصرة رغم خشيته وخشية اخرين منهم .

لكن معارضة النصرة لمحادثات السلام في جنيف لقيت صدي لدي الثوار الذين يعتبرون أي تنازل للنظام خيانة .

وقال عامل المعمار البالغ من العمر 27 عاما خالد واليو الذي تحول الي ثائر في نفس الجماعة التي انضم اليها عثمان : " بالتأكيد جبهة النصرة لن تقبل اتفاقا يضم بشار الاسد وستواصل قتاله . وسأكون أول من ينضم اليهم "

كان يتحدث في استراحة مخصصة لجرحي المقاتلين، حيث كان يتولي رعاية أخيه البالغ من العمر 20 عاما الذي فقد ساقيه في شهر اكتوبر. وقال انه سيعود الي ارض المعركة بمجرد حصول اخيه علي أطراف صناعية .

معظم الثوار يترددون في محاربة النصرة لأن صفوفها تمتلئ برجال من مدنهم وقراهم. الكثيرين، مثل السيد عثمان، هم من المسلمين السنة الذين انتفضوا ضد النظام الذي تسيطر عليه طائفة السيد الأسد العلوية المرتبطة بالشيعة.

قبل أن تبدأ الانتفاضات الشعبية في مارس 2011 كان عثمان يعمل في متجر لمكيفات الهواء في محافظة اللازقية وشارك، كشباب اخرين، في مظاهرات احتجاجية احتجاجا علي ما إعتبره دولة بوليسية فاسدة وظالمة .

وقال السيد عثمان أنه عندما قام النظام بقمع المظاهرات مات أعز أصدقائه بين  ذراعيه من رصاصة قناص أطلقتها قوات الأمن. واتهم نظام الرئيس الأسد في ذلك الوقت طرف ثالث بإطلاق النار على المتظاهرين لتأجيج العواطف.

تجند السيد عثمان لأداء الخدمة العسكرية وأرسل إلى العاصمة دمشق، حيث قال إنه شهد عمليات قتل المدنيين في المناطق السنية المتمردة. وقال أنه هرب في عام 2012 الى الجبال.

وكانت جماعته الثورية تهدف الي تحرير منطقة الجبل والوصول الي الساحل . وقال أنه كان يتولي قيادة الكثير من الهجمات علي مواقع للجيش السوري فأصبح يلقب برامبو . 

وقال : " كنا نفوز والناس يحبوننا " 

 
في أوائل عام 2013، بدأ المقاتلين الأجانب من النصرة والدولة الإسلامية يحتشدون على نفس الجبال، مما جذب العديد من الرفاق من الساحة الدينية. وقال السيد عثمان أنه شعر بالاحباط بسبب هذه الرسالة.

 وفي الصيف الماضي حققت النصرة وحلفائها الاسلاميين انتصارات علي النظام. وإستولي السيد عثمان ورفاقه المقاتلين عي المزيد من الاراضي في محافظة اللاذقية. وظهر السيد الأسد ضعيفا.

 في سبتمبر تدخلت موسكو. وقال السيد عثمان عن الرئيس الروسي "وسحق بوتن أي أمل كان لدينا لإحياء الثورة " .


وقال في إشارة الي الدول الداعمة لجماعته : " كان عليهم أن يعطونا علي الأقل اسلحة مضادة للظائرات عندما دخلت روسيا . قلتم أنكم تدعموننا . إذن فلتدعمونا للنهاية أو لم يكن عليكم أن تدعمونا من البداية " . 

وقال عثمان أنه في سنة 2015 كان  هو و 100 من المقاتلين من جماعته ضمن اللذين سافروا جوا الي قطر للقيام بجلسات تدريب لمدة شهر . 

وقال السيد عثمان ان الثوار استفادوا من الاسلحة والتدريب الامريكي، لا سيما الصواريخ المضادة للدبابات . 

ثم ألغت الولايات المتحدة لاحقا البرنامج وقالت ان معظم الثوار يرغبون في قتال النظام وليس المتطرفين الاسلاميين . 

وفي شهر نوفمبر ولدت إبنة السيد عثمان في عيادة خلف خطوط الثوار . وأخذ أبيه نساء وأطفال العائلة الي تركيا 

وعرض الرئيس الأسد عفوا عاما علي المنشقين . وقال عثمان ان أحد اصدقائه من الثوار ممن عبروا خطوط أرض المعركة للإستسلام في أواخر 2014 ، عندما كان عرض العفو العام قائما، تم سجنه ولا أحد يعرف مكانه . 

" لم تمر علي حالة واحدة لشخص استسلم وأصبح طليقا " 

صحيفة وول ستريت جورنال 
بتاريخ 5 مايو 2016


http://www.wsj.com/articles/for-syria-rebels-an-agonizing-choice-1462479800

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق