شهادة نيرة كانت شهادة ملفقة أدلت بها أمام لجنة الكونغرس لحقوق الإنسان في 10 أكتوبر 1990 فتاة تبلغ من العمر 15 عاما لم تقدم غير اسمها الأول فقط، نيرة. وحظيت هذه الشهادة علي دعاية واسعة، واستشهد بها عدة مرات أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة والرئيس جورج بوش فى تبريرهم لدعم الكويت فى حرب الخليج. في عام 1992، تم الكشف عن أن اسم نيرة الأخير هو "الصباح"، وهي ابنة سعود الصباح، سفير الكويت لدى الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، تم الكشف عن أن شهادتها نظمت كجزء من حملة دعاية تسمي "مواطنين من أجل كويت حرة " التي تديرها شركة هيل ونولتون لصالح الحكومة الكويتية. وبعدها أصبحت شهادة نيرة الصباح تعتبر مثالا كلاسيكيا للدعاية ( البروباغندا ) في العصر الحديث عن طريق تلفيق الفظائع
وقالت نيرة في شهادتها العاطفية أنها شاهدت بعد الغزو العراقي للكويت جنود عراقيين يأخذون أطفالا من الحاضنات في مستشفى كويتي ويأخذون الحاضنات ويتركون الأطفال يموتون.
وفي البداية صادقت علي قصتها منظمة العفو الدولية [3] وشهادات الذين تم إجلاؤهم. وبعد تحرير الكويت سمح للصحفيين دخول البلاد. ووجد تقرير لقناة ايه بي سي أن "المرضى، بمن فيهم الأطفال الخدج قد ماتوا عندما هرب العديد من الممرضين والأطباء الكويتيين"، لكن القوات العراقية "شبه مؤكد لم تسرق حاضنات المستشفيات ولم تترك مئات الأطفال الكويتيين يموتون". [4] [5] ردت منظمة العفو الدولية بإصدار تصويب، واتهم المدير التنفيذي جون هيلي لاحقا إدارة بوش "بالتلاعب الانتهازي للحركة الدولية لحقوق الإنسان". [6]
مزاعم الحضانات :
في أعقاب غزو العراق واحتلالها للكويت وردت تقارير عن عمليات نهب واسعة النطاق. في 2 سبتمبر 1990 كتب سفير الكويت في الأمم المتحدة محمد أبو الحسن رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويار جاء فيها :
" وإلى جانب رسائلنا التي قصدنا منها إبلاغكم بالأعمال التي ترتكبتها سلطات الاحتلال العراقية في الكويت بما يتنافى مع جميع القوانين الدولية، وعلى أساس المعلومات المؤكدة التي قدمتها لنا حكومة الكويت، نود أن نلفت الاهتمام الي ظاهرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وهي العملية التي نظمتها سلطات الاحتلال العراقية بهدف نهب وسلب الكويت. ومن المستحيل مقارنة هذه العملية بأية حوادث مماثلة أو تقديم حساب دقيق لها لأنها عملية تهدف في الواقع إلى القضاء الكامل علي أصول الكويت بما في ذلك الممتلكات المملوكة للدولة والمؤسسات العامة والخاصة والأفراد، وكذلك محتويات المنازل والمصانع والمتاجر والمستشفيات والمعاهد الأكاديمية والمدارس والجامعات ... وما حدث في الكويت هو ارتكاب عمل من أعمال السطو المسلح من قبل دولة استخدمت جيشها والأجهزة الأمنية والتقنية لهذا الغرض " ([8]).
وأشار أبو الحسن في الرسالة أيضا إلى أن "سرقة جميع المعدات من المستشفيات الخاصة والعامة، بما في ذلك أجهزة الأشعة السينية والماسحات الضوئية وقطع من معدات المختبرات". [8] كما كرر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم كلامهم عن مزاعم النهب والذين وصفوا "الجنود ينهبون المباني التي تحتوي علي المكاتب والمدارس والمستشفيات بحثا عن مكيفات الهواء والحواسيب والسبورات والمكاتب وحتى حاضنات الرضع ومعدات الإشعاع ". [9] وقال دوجلاس هيرد، وزير الخارجية البريطاني، : "إنهم ينهبون ويدمرون بطريقة تشير إلى أنهم ربما لا يتوقعون أنهم سيمكثون هناك لفترة طويلة". [10]
وجذب نهب حاضنات انتباه وسائل الإعلام بسبب ادعاءات أن الأطفال الخدج يجري التخلص منهم أو يموتون نتيجة لذلك. [11] وكان وزير الصحة الكويتي في المنفى عبد الوهاب الفوزان قد اعلن في مؤتمر صحفي عقده في الطائف في السعودية ان "الجنود العراقيين استولوا على جميع مستشفيات البلاد ومؤسساتها الطبية بعد الغزو". وأن "الجنود طردوا المرضى ونهبوا بشكل ممنهج المستشفيات من معدات التكنولوجيا الفائقة وسيارات الإسعاف والأدوية والبلازما" مما أسفر عن وفاة 22 من الأطفال الخدج. [10] [12] [12] ووصفت صحيفة واشنطن بوست أصل قصة الرضع الكويتيين على النحو التالي:
" بدأت قصة الرضع الكويتيين برسالة من مسؤول كويتي كبير في الصحة العامة تم تهريبها من البلاد من قبل دبلوماسي اوروبي في اواخر الشهر الماضي، حسب ما ذكرت هدى بحر المهندسة المعمارية التي استلمت الرسالة هنا في لندن . وأرفق مع الرسالة معلومات جمعتها فوزية الصايغ،طبيبة الأطفال الكويتية التي تعيش هنا، من كويتيون فارون ومصادر أخرى .
وزعمت الرسالة أن الجنود العراقيين أمروا بإخلاء المرضى من عدة مستشفيات وأغلقوا وحدات حرجة لعلاج مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى والذين يعانون من مرض السكري. وقالت هدي وفوزية إن العراقيين نقلوا معدات متطورة مثل آلات غسيل الكلى إلى بغداد، بالإضافة لكميات من النقود والذهب والسيارات والمجوهرات التي تقول مصادر مصرفية عربية أنها تتجاوز ملياري دولار. ومن بين المعدات التي تم نهبها 22 وحدة حاضنة للرضع. " [12]
واشارت صحيفة "واشنطن بوست" ايضا الى انها لم تتمكن من التحقق من الاتهامات لأن العراق لم يسمح بالوصول الى المنطقة وفرض حجرا علي الدبلوماسيين. [12]
وفي 5 سبتمبر أكد أبو الحسن مزاعم فوزية في رسالة أخرى أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وجاء فيها:
" أبلغتنا مصادر لا تشوبها شائبة داخل المؤسسات الصحية الكويتية بأن سلطات الاحتلال العراقية قد ارتكبت الجرائم الوحشية التالية التي يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية: ... 2. أزيلت الحاضنات في مستشفيات الولادة والتي تستخدم للأطفال الذين يعانون من النمو المتخلف ( الأطفال المبتسرين)، مما تسبب في وفاة جميع الأطفال الذين كانوا تحت العلاج " ([13]).
ولم تذكر الرسالة عدد الأطفال الذين ماتوا. [12] [14] ولقيت الادعاءات الواردة في الرسالة تغطية إعلامية واسعة النطاق في الأيام التالية. [15] [16] [17] [18] [19] [20]. وفي مقابلة أجراها برنامج All Things Considered علي قناة NPR في ذلك اليوم مع الرهائن المفرج عنهم ، ذكر أحد الرهائن أن القوات العراقية "ضربوا الأطفال بأعقاب البنادق، وأخذوا الرضع من الحاضنات وأخذوا الحاضنات". [21] ونشرت وكالة رويترز للأنباء أنه قد قيل لهم "إن القوات العراقية أخذت الأطفال المبتسرين من الحاضنات في الكويت لسرقة المعدات". [22] [23]
وفي 9 سبتمبر أفادت قناة "NPR" أن "الجنود أغلقوا الأكسجين في عنابر حاضنات للرضع وشحنوا المعدات إلى العراق". [24]
وفي 17 سبتمبر قال إدوارد غنيم جونيور، السفير الأمريكي المكلف لدى الكويت، للصحفيين إن مسؤولي الصحة الكويتيين أخبروه بأن 22 طفلا توفوا عندما سرقت القوات العراقية حاضناتهم. [25] وأفادت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن "اللاجئين أفادوا بأن القوات العراقية صادرت حاضنات للأطفال مبتسرين وأن الأطفال الرضع كانوا مكدسين على الأرض وتركوا للموت". [11] [26] كما ذكرت صحيفة سان خوسيه ميركوري نيوز نفس الادعاء في ذلك اليوم، مضيفة أن الدبلوماسيين الغربيين يعتقدون أن "هذا الشيء يسميه البعض الإبادة الجماعية، وإذا أراد الناس تفسيره على هذا النحو، فقد يكون هذا سببا لتدخل عسكري". [27]
وفي 25 سبتمبر أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن "مستشفيات مدينة الكويت خالية من الحاضنات". [11] [28] كتب رئيس المواطنين من أجل الكويت الحرة إلى النائب غوس ياترون أنه "علم مؤخرا أن الزعيم العراقي أمر بإيقاف حاضنات مستشفى الأمومة [في الكويت] المستخدمة لعلاج الأطفال المبتسرين، مما يعرض هؤلاء الأطفال للموت ". [29]
وفي 29 سبتمبر قال الامير جابر الأحمد الصباح الموجود في المنفى في لقاء بينه وبين الرئيس جورج بوش ان العراقيين "يدخلون المستشفيات ويأخذون الأطفال من الحاضنات واجهزة التنفس الصناعي لارسالها الي العراق ". [30] [31] وفي تصريحاته التي تلت المناقشة، قال بوش إن" العدوان العراقي نهب وسلب بلدا يسوده السلام والأمن ، وشعب يتعرض للاعتداء والسجن والتخويف وحتى القتل " وأن "قادة العراق يحاولون مسح دولة ذات سيادة معترف بها دوليا، وعضو في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، على وجه الخريطة". [32]
وفي 28 سبتمبر قال وزير التخطيط الكويتي، سليمان مطاوع، أن 12 طفلا توفوا نتيجة نهب الحاضنات. [33]
في 30 سبتمبر أفادت وكالة الأنباء الأمريكية وورد وورد ريبورت News & World Report أنها حصلت على برقيات حكومية أمريكية سرية استنادا إلى روايات شهود عيان كشفت عن "أعمال وحشية مروعة قام بها العراقيون ضد المواطنين الأبرياء في المستشفيات الكويتية". [34] في اليوم السادس من الغزو العراقي، دخل جنود عراقيون مستشفى عدن في الفحيحيل بحثا عن معدات المستشفيات لسرقتها " و " فصلوا الأوكسجين عن الحاضنات التي تدعم 22 طفلا مبتسرا وأخرجوهم مع الحاضنات "مما أدى إلى مقتل 22 طفلا. [ 34]
وفي 9 أكتوبر قال بوش في مؤتمر صحفي رئاسي، :
" كنت اعتقد أن الجنرال سكوكروفت [مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي] قد أجاد بعد أن غادر الأمير . وإنني أشعر بقلق بالغ، ليس فقط بشأن التفكيك المادي، بل بسبب الوحشية التي كتبت عنها منظمة العفو الدولية الآن والتي تؤكد بعض قصص الوحشية التي أخبرنا بها الأمير . إن بعض ما ذكره أمور لا تصدق. أعني، لقد قطعوا آللات غسيل الكلى عن الناس وأرسلوها إلى بغداد ونزعوا الرضع من الحاضنات وأرسلوا الحاضنات نفسها إلى بغداد. أنا الآن لا أعرف كم من هذه الحكايات يمكن أن تكون صادقة، ولكني أعرف أن الأمير عندما كان هنا كان يتحدث من القلب. وبعد ذلك جاءت منظمة العفو الدولية التي استجوبت الكثير من الناس على الحدود. إنه لأمر يثير الغثيان. " [35]
الاعلانات :
في البداية كان المعلنون يتجاهلون أزمة الشرق الأوسط في اعلاناتهم..[36] وقيل أن الشركات التي تبيع المعلومات، مثل مؤسسات الأخبار، كانت تدير اعلانات لأجل تغطيتهم للصراع. .[36]
حملة " مواطنين لأجل كويت حرة " :
كانت حملة " مواطنين لأجل كويت حرة " لجنة للعلاقات العامة أسستها السفارة الكويتية، والتي وصفتها صحيفة زي تايمز نيوز The Times News بأنها " لجنة مقرها العاصمة واشنطون مكونة من كويتيين وأمريكيين معنيين " .[37][38] ورغم أن اللجنة كانت تشغل مكتبا في السفارة غلا أنهم كانوا يعمولن بشكل مستقل عن السفارة. .[37]
شركة هيل أند كنولتون Hill & Knowlton للدعاية:
بعد لقاء عقدته شركة هيل أند كنولتون للدعاية مع كويتي يعيش في المنفي في نيويورك سنة 1990 تولت الشركة إدارة حملة " مواطنين لأجل كويت حرة " . [39] وكان الغرض من هذه الحملة الوطنية زيادة الوعي في الولايات المتحدة عن المخاطر التي يشكلها الدكتاتور العراقي صدام حسين علي الكويت .[39]
وأجرت هيل أند كنولتون دراسة كلفت مبلغ مليون دولار لتحديد أفضل السبل لكسب التأييد للقيام بعمل قوي. .[40] وكلفت هيل أند كنولتون مجموعة ويرثنغتون Wirthington Group بتشكيل جماعات مركزة لتحديد أفضل استراتيجية ستؤثر في الرأي العام. .[41] ووجدت الدراسة أن التركيز علي الفظائع، لا سيما قصة الحاضنات، هي الأكثر تأثيرا. .[41] ويقدر أن هيل أند كنولتون تقاضت مبلغ يقدر بحوالي 12 مليون دولار من الكويتيين لأجل حملة العلاقات العامة الخاصة بهم. .[42]
مؤسسة حقوق الانسان التابعة للكونجرس :
مؤسسة حقوق الانسان التابعة للكونجرس هي منظمة غير حكومية تجري تحقيقات بخصوص انتهاكات حقوق الانسان. .[43] وكان يرأسها النائب الديمقراطي توم لانتوس والنائب عن الحزب الجمهوري جون بورتر وإستأجرت مساحة في مقر شركة هيل أند كنولتون في واشنطون بسعر مخفض قدره 3000 دولار . [43]
الشهادة :
في 10 أكتوبر 1990 كانت نيرة اخر من أدلي بشهادته في لجنة الكونجرس، واستغرقت شهادتها 4 دقائق. وقالت في شهادتها :
" تطوعت في مستشفي العدن مع 12 إمرأة أخري كن يرغبن في تقديم المساعدة . وقد كنت أصغر المتطوعات. النساء الأخريات كانت أعمارهن من عشرين الي ثلاثين سنة. وأثناء وجودي هناك رأيت الجنود العراقيين يدخلون المستشفي حاملين البنادق . وأخرجوا الأطفال الرضع من الحاضنات وتركوا الأطفال يموتون علي الأرضية الباردة. ( تبكي ) كان الأمر مخيفا . " .[44]
ورغم أن نيرة لم تحدد في شهادتها الشفهية كم عدد الأطفال الذين كانوا في الحاضنات، جاء في الشهادة المكتوبة التي وزعتها هيل أند كنولتون " أثناء وجودي هناك رأيت الجنود العراقيين يدخلون المستشفي حاملين البنادق واقتحموا الغرفة التي كان بها 15 طفلا في الحاضنات " [45] ولم يتم الادلاء بالشهادة تحت القسم
وصرح النائب جون بورتر، رئيس اللجنة، أنه لم يسمع خلال ثمانية سنوات من الخدمة في اللجنة بمثل هذه " الوحشية والسادية وانعدام الانسانية " [46] ووصفت شهادة نيرة بأنها الأكثر مأساوية .[46]
هيل أند كنولتون :
لم يتضح مدي التأليف في شهادة نيرة. ورغم أن الشركة كان يفترض أن تقدم المساعدة في أسلوب الخطاب،,[47] إلا أنه قد ورد أن هيل أند كنولتون " كانت توفر الشهود وتكتب الشهادات وتدرب الشهود علي التأثير " . [48]
تأثير الشهادة :
حظيت شهادة نيرة بدعاية واسعة .[49] وأرسلت هيل أند كنولتون التي صورت الجلسة مقطعا اخباريا مصورا الي شركة ميديالينك، وهي شركة تخدم حوالي 700 محطة تليفزيون في الولايات المتحدة ..[50]
وفي تلك الليلة بث برنامج Nightline علي قناة ايه بي سي ABC وبرنامج الأخبار المسائية Nightly News علي قناة ان بي سي NBC مقاطع من الشهادة ووصلت الي جمهور يقدر بحوالي 35 الي 53 مليون امريكي. .[48][50] واستشهد سبعة من اعضاء مجلس الشيوخ بشهادة نيرة في خطاباتهم المؤيدة لاستخدام القوة. .[ملحوظة 1 ] وكرر الرئيس جورج بوش القصة عشر مرات علي الأقل في الأسابيع التالية..[53] وساعدت الرواية التي حكتها عن الفظائع علي تحريك الرأي العام لصالح المشاركة في حرب الخليج [54]
الإستجابة الأولي :
في 13 يناير 1991 نشرت صحيفة صنداي تايمز أن طبيبا يدعي علي الحويل قد شهد وفاة 92 [55]
وأنكرت العراق هذه الادعاءات . وفي 16 اكتوبر قال وزير الاعلام العراقي لطيف نصيف الجاسم لوكالة الأنباء العراقية " الان انت ( يا بوش ) تستغل ما قاله لك ( الشيخ جابر ) لتجعل الكونجرس يصدق علي الميزانية التي تعاني من العجز بفضل سياساتك " وأضاف " أنت بصفتك رئيس قوة عظمي يجب أن تزن كلماتك بعناية ولا تتصرف كبهلوان يكرر ما يقال له " [56]
وفي زيارة قام بها صحفيين الي الكويت في 21 أكتوبر 1990 برفقة مسئولين من وزارة الاعلام العراقية نفى أطباء يعملون في منشأة كويتية للأمومة ادعاءات الحاضنات. [57] وقال رئيس قسم الصحة الكويتي في العراق عبد الرحمن محمد العجيلي ان "بغداد ارسلت الف طبيب وطواقم طبية اخري للمساعدة في ادارة 14 مستشفى ومركزا صحيا الخاصة بالكويت بعد الغزو". [57] ]
الفضيحة :
وفي 15 مارس 1991، بعد وقت قصير من تحرير الكويت، قال جون مارتن، وهو مراسل في قناة "آي بي سي"، إن "المرضى، بمن فيهم الأطفال المبتسرين، قد ماتوا عندما توقف العديد من الممرضات والأطباء في الكويت عن العمل أو فروا من البلاد" واكتشفوا أن القوات العراقية "من المؤكد أنها لم تسرق حاضنات المستشفيات ولم تترك مئات الأطفال الكويتيين يموتون ". [4] [5]
في 6 يناير 1992، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا كتبه جون ماك آرثر بعنوان "هل تذكروا نيرة، شاهدة الكويت؟" [58] اكتشف ماك آرثر أن نيرة كانت ابنة السفير الكويتي لدى الولايات المتحدة، سعود ناصر الصباح. [58] واشار ماك آرثر الى ان "قصة الحاضنات حرفت بشكل خطير النقاش الامريكى حول ما اذا كان سيدعم العمل العسكرى" وتساءل عما اذا كانت " العلاقات الخاصة بين النواب لانتوس وبورتر مع هيل ونولتون تستوجب اجراء تحقيق فى الكونغرس لمعرفة ما اذا كانت اعمالهم تشكل مجرد تعارض مصالح أم ما هو أسوأ من ذلك، إذا كانوا يعرفون من كانت نيرة الباكية علي حقيقتها في أكتوبر 1990 ". [58] حصلت المقالة على جائزة مكارثر للصحافة الشهرية من صحيفة واشنطن الشهرية في نيسان / أبريل 1992، وجائزة منكن في عام 1993. [45] ] [59]
الاستجابات اللاحقة :
هيل أند كنولتون :
في 15 يناير 1992، رد الرئيس التنفيذي لشركة هيل أند كنولتون، توماس إيدسون، على المخاوف التي أثارها ماك آرثر في رسالة إلى رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز. [62] وذكر إيدسون أن " هذه الشركة لم تتعاون في أي وقت من الأوقات مع أي شخص لإختلاق شهادة ملفقة عن علم" مؤكدا أن الشركة "ليس لديها أي سبب للتشكيك في مصداقيتها عندما أدلت بشهادتها بعد هروبها من الكويت". [62] وأوضحت الرسالة أن إتهام نيرة بأن الجنود العراقيين نزعوا الأطفال حديثي الولادة من الحاضنات أكدها الدكتور إبراهيم بهبهاني، رئيس الهلال الأحمر، أمام مجلس الأمن الدولي، وأنه لم يسمح لوسائل الإعلام بالعودة إلى داخل الكويت "حتى بعد التحرير، لم تكن هناك طريقة للتحقق على الفور من روايات اللاجئين ". [62] وخلص إيدسون إلى أن" مصداقية نيرة يجب ألا تكون موضع تساؤل أكثر مما لو كانت طبيبة أو معلمة "وأن عمل الشركة مع الكويتيين يتفق مع معايير الشركة التي تنص على أن" المصلحة العامة تحققت إلى حد ما. "[62]
في أغسطس 1992، حل هوارد باستر روبرت ك. غراي كمدير عام لمكتب واشنطن من أجل تنظيف صورة الشركة. [63] [64]
وقد ادعى النقاد أن هيل وكنولتون إختلقوا حركة شعبية وهمية، مواطنون من أجل كويت حرة، واستخدموا فيما بعد أدلة مشكوك فيها وشهود مشبوهين للتأثير على الرأي العام والسياسة العامة في الولايات المتحدة والأمم المتحدة. [61] [65] [66 ]
وأثارت أعمال هيل وكنولتون التي قام بها باسم حملة مواطنين من أجل كويت حرة، بالاضافة لعملائها الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك بنك الائتمان والتجارة الدولية، وكنيسة السيانتولوجيا، وحملة مكافحة الإجهاض التي قام بها الأساقفة الكاثوليك، مخاوف أخلاقية بين المهنيين في مجال العلاقات العامة . [67] وهذه المخاوف، وإن لم تكن جديدة، إلا أنها كانت أكثر فداحة من سابقاتها بسبب بروز القضايا ([39]).
توم لانتوس :
في مقابلة أجريت مع لانتوس ذكر أنه قد أخفى هوية نيرة بناء على طلب والدها من أجل حماية أسرتها وأصدقائها. [54] ورفض لانتوس أي ادعاءات بوقوع مخالفات ورأي أن "وسائل الإعلام قد ركزت عليها، وإذا لم تكن قد أدلت بشهادتها، فإنهم كانوا سيركزون على شيء آخر". [54] وقال لانتوس أيضا:
" إن الفكرة القائلة بأن أي من الشهود الذين أحضروا إلى اللجنة من خلال السفارة الكويتية لم تكن لهم مصداقية لم تخطر في بالي. ليس لدي أي أساس لافتراض أن قصتها ليست صحيحة، ولكن المسألة تتجاوز ذلك. وإذا افترضنا أن قصة المرأة وهمية من الألف إلى الياء، فإن ذلك لا يقلل بأي حال من الأحوال من انتهاكات حقوق الإنسان. " [54]
وفي رسالة الى رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز في 27 يناير 1992 بعنوان "الكويتية قدمت رواية متماسكة عن الفظائع"، رد توم لانتوس على ادعاءات ماك آرثر. وكتب أن "مقالة السيد ماك آرثر المخادعة لا تخدم سوى الساخرين الذين يسعون إلى إعادة كتابة تاريخ حرب الخليج العربي"، مشيرا إلى أن "التلميح الشرير الذي قدمه المقال يشير إلى أن الفتاة لم تكن حتى في الكويت وقت الغزو العراقي، وان الحادث البشع كله كان مؤامرة شيطانية من قبل شركة علاقات عامة امريكية ". [68] كتب لانتوس أن "حقيقة أن نيرة كانت ابنة سفير الكويتي جعلتها شهادتها أكثر مصداقية"، وأن "علاقتها بالسفير والحكومة عززت مصداقيتها". [68] وأشار أيضا إلى أن " هذه الرواية تتفق مع المعلومات التي تلقيناها من شهود آخرين مع مئات القصص الوحشية الأخرى من الكويت التي نقلتها وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، وبما يتفق مع تقارير منظمات حقوق الإنسان المستقلة، مثل منظمة العفو الدولية، التي أدلت بشهادتها أيضا في جلسة الاستماع . [68] وخلص لانتوس إلى أنه "نظرا لحالات لا تحصى من انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والتي تم التحقق منها"، كان "لا لزوم لابتكار فظائع يكون لها نتائج عكسية". [68]
ورفض لانتوس أيضا ادعاءات وجود علاقة خاصة بين اللجنة و هيل أند كنولتون وقال أن "أنشطة اللجنة تعقد بغض النظر عما إذا كانت هذه البلدان تمثلها أي شركة محاماة أو شركة علاقات عامة". [68]
وفي رسالة لاحقة إلى صحيفة نيويورك تايمز، أشار ماك آرثر إلى أن الشهادة قد تم سحبها. [69]
السفير الصباح :
وقال السفير إن ابنته شهدت الفظائع التي وصفتها، وأن وجودها في الكويت يمكن التحقق منه من قبل سفارة الولايات المتحدة في الكويت. [54] وقال أيضا: "إذا كنت أرغب في الكذب، أو إذا أردنا الكذب، وإذا أردنا المبالغة، فبدلا من أن أستخدم ابنتي للقيام بذلك يمكنني بسهولة شراء أشخاص آخرين للقيام بذلك". [70]
التحقيقات :
تحقيقات منظمة هيومان رايتس ووتش :
في عام 1992، نشرت منظمة رصد الشرق الأوسط Middle East Watch، وهي فرع من هيومن رايتس ووتش، نتائج تحقيقهم في قصة الحاضنات. وقال مديرها اندرو ويتلي للصحافة " رغم صحة ان العراقيين استهدفوا المستشفيات، إلا أن التهمة كانت محورية لجهود الدعاية للحرب بأنهم سرقوا الحاضنات وأزالوا الاطفال بشكل خطير مما جعلهم يموتون علي الأرضية هي تهمة باطلة، وقد أختلقت هذه القصص من ناس خارج البلاد الذين كان ينبغي أن يكونوا أكثر دراية ". أجرى أحد المحققين، وهو عزيز أبو حمد، مقابلات مع أطباء في المستشفى التي ادعت نيرة أنها شاهدت جنود عراقيين يسحبون 15 طفلا من الحاضنات ويتركونهم يموتون. وذكرت الصحيفة ان "الاطباء قالوا له ان وحدة الولادة بها من 25 الى 30 حاضنة، ولم يأخذ العراقيون أيا حضانات ولم يسحبوا اي اطفال منهم". [71]
تحقيقات منظمة العفو الدولية :
في البداية أيدت منظمة العفو الدولية القصة، لكنها أصدرت فيما بعد تراجعا. [72] [73] وخلصت إلى أنها "لم تجد دليلا موثوقا على أن القوات العراقية قد تسببت في وفاة الأطفال عن طريق إزالتهم أو الأمر بإخراجهم من الحاضنات" ([74]).
تقرير كرول :
المسؤولون الكويتيون لا يناقشون هذه المسألة مع الصحافة. [45] ومن أجل الرد على هذه الاتهامات، استعانت الحكومة الكويتية بشركة كرول أسوسياتس لإجراء تحقيق مستقل في قصة الحاضنة. واستغرق كرول تسعة أسابيع في التحقيق وأجرت أكثر من 250 مقابلة. وكشفت المقابلات التي أجرتها مع نيرة أن شهادتها الأصلية كانت قد حرفت إلى حد بعيد في أحسن الأحوال؛ وقالت كرول إنها لم تر سوى طفلا واحدا خارج حاضنة "ليس أكثر من لحظة". كما قالت لكرول إنها لم تكن أبدا متطوعة في المستشفى وكانت في الواقع قد "توقفت فقط لبضع دقائق". [75]
ويصف توم روس الناطق باسم هيل آند كنولتون التقرير بأنه "إثبات لبراءة هيل ونولتون" وأنه "يثبت بشكل قاطع أن هناك فظائع خاصة بالحاضنات وأن نيرة كانت شاهدا عليها". [45]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق