الاثنين، 10 سبتمبر 2018

مع اقتراب هجوم الحكومة الثوار السوريين في ادلب يستهدفون من يحاول الاستسلام

 
 
 
 
 
بيروت (رويترز) - في بلدة حارم بشمال سوريا نصب مسلحون الأسبوع الماضي مشنقة في إحدي الساحات العامة وقالوا أنهم  نصبوها "للضفادع" أو الخونة.

تقع هذه البلدة في محافظة إدلب داخل الجيب الأخير الذي يسيطر عليه المتمردون المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد. وبينما تستعد القوات الحكومية لما يمكن أن يكون هجوماً مكثفاً هناك في الأسابيع المقبلة ، يسعى مقاتلو المعارضة المرتبطون بالقاعدة إلى منع هذا النوع من الاستسلام بالتفاوض الذي حسم مصير مناطق المعارضة الأخرى.
 
 وقال أحد الناشطين في البلدة الذي تحدث الينا بشرط عدم الكشف عن هويته لتجنب الانتقام أن المشنقة التي نشرها المسلحون على موقعهم الإخباري الرسمي ،" تم إعدادها لترويع الخونة الذين عملوا على اتفاقات المصالحة مع النظام ، حتى يعلموا أن مصيرهم هو الموت في النهاية. والغرض من نصبها هو ضرب الخوف."

ويعيش في محافظة إدلب ما يقرب من 3 ملايين شخص ، نصفهم على الأقل نزحوا من أماكن أخرى في سوريا ، وبينهم مقاتلين قساة ممن رفضوا في وقت سابق الاستسلام. كما أن المحافظة هي معقل لحركة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة ، والتي تسيطر على حوالي 60٪ من إدلب ، بالاضافة لتحالف من الثوار الإسلاميين المدعومين من قبل تركيا والذين يسيطرون على بقية الأراضي.
 
 
ومع اقتراب هذه المواجهة المحتملة ، قام المتمردون باعتقال وتعذيب الأشخاص الذين يتهمونهم بأنهم رضوا بالهزيمة ، ويبثون الخوف في أوساط السكان المحليين. وقال شهود ان طبيبا سحب مؤخرا من منزله في الليل. وألقي القبض على بائع فستق متجول أثناء دورية أمنية لرجال مقنعون يقومون بدوريات في الشارع.

وقال شاهد عيان على احتجاز البائع المتجول ، والذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته: "أنت مجرد تواصل المشي ، وتتمنى أن تكون بخير. الجميع هنا مصابون بالجنون  الآن. لا أحد يريد أن يتكلم".
 
 وتلقي الجماعات التي راقب الأوضاع هناك والسكان المحليون معظم اللوم على جبهة تحرير الشام، التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة ، لكنهم يقولون إن المقاتلين المدعومين من تركيا ألقوا القبض على عشرات الأشخاص
 
 
 
 منذ عام 2016 ، كانت القوات الحكومية تستعيد معاقل الثوار الواحد تلو الآخر ، وكثيراً ما كانت تعتمد على صفقات "المصالحة" لإنهاء القتال. عادة ما يُسمح لأولئك الذين يوقعون بالبقاء في منازلهم ، ولكن تحت حكم الحكومة. وبموجب الاتفاقات السابقة ، سُمح لأولئك الذين رفضوا الاتفاق بالسفر إلى محافظة إدلب. والآن ، كلهم محاصرون.
 
 
وفي ظل حصار الثوار، استبعد زعيم جبهة تحرير الشام ، أبو محمد الجولاني ، في شريط فيديو في أواخر الشهر الماضي ، أي تصالح مع الحكومة . وقد وصفت روسيا ، التي أدى تدخلها العسكري في سوريا قبل ثلاث سنوات الي انقاذ الأسد من الهزيمة المحتملة ، المتشددين في المحافظة بأنهم "دمامل مدمرة" ينبغي "تصفيتها".

لا يزال شكل المواجهة الوشيكة غير واضح ، لكن يبدو أن  احتمال المواجهة قد زاد بشكل أكبر بعد اجتماع قمة الجمعة في طهران التي شارك فيها قادة روسيا وتركيا وإيران. ناشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف إطلاق النار في إدلب ، محذراً من أن أي هجوم قد يتحول إلى حمام دم. لكن يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني ، وهما من الداعمين القويين لحكومة الأسد ، كانوا غير مقتنعين.
 
 ووصف بوتين الهدنة بأنها "لا طائل من ورائها" وحث على "الإبادة الكاملة للإرهابيين في سوريا". وقال في دعمه لحق القوات السورية في استعادة الإقليم ، "إننا نعتبر ذلك أمرًا غير مقبول عندما يتم استخدام حماية السكان المدنيين ذريعة للسماح للإرهابيين بتجنب الضرب".
 
 
ويعتقد أن تركيا، بصفتها الداعمة الرئيسية لجماعات الثوار في سوريا ، كانت تكثف من ضغوطها في الأسابيع الأخيرة علي جبهة تحرير الشام  لحلها وبالتالي منع هجوم الحكومة. لكن الخبراء يقولون إن أنه من المرجح أن تقاتل تلك الجماعة حتى الموت.

وحذرت الحكومات الغربية ومنظمات الإغاثة من أن هذه الحملة العسكرية مثل تلك التي حطمت معاقل الثوار في السابق في حلب والغوطة الشرقية ستؤدي إلى كارثة إنسانية.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا يوم الأربعاء : "في الوقت الذي نعلم فيه جميعنا أن النصرة منظمة ارهابية مدرجة علي قوائم الارهاب في الامم المتحدة هناك اخرين لن يدفعوا ولا يجب ان يدفعوا ثمن معركة ادلب ". 


خلال المعارك في أماكن أخرى من البلاد ، كانت هناك شبكة من المرشدين والمخبرين للحكومة تزود الجيش السوري بمواقع مخازن سلاح الثوار وهويات الأشخاص الذين يواصلون ادارة عمل مدارس ومستشفيات المعارضة . كما أن هؤلاء العملاء للحكومة كانوا يشجعون علي الاستسلام عندما يحين الوقت.

وسعياً لإخماد هذه الإمكانية في إدلب ، بدأت جماعات الثوار في موجة من الاعتقالات ، متهمةً  الذين تحتجزهم بالاتصال سرا مع ممثلي الحكومة. وقد تم أخذ الكثير منهم إلى السجون السرية وتعذيبهم ، حسب ما ذكرت منظمات تتولي توثيق الاعتقالات.
 
وقال فاضل عبد الغني ، مدير الشبكة السورية لحقوق الانسان: "على الرغم من أن هذا بالتأكيد  السبب في اعتقال بعض الأشخاص ، إلا أن المشكلة الآن هي أن النصرة تستخدمه أيضًا لاعتقال الأشخاص الذين ينتقدون سلوكهم ، أو لاعتقال معارضيهم".

ووصف السكان الذين تمت مقابلتهم حول الاعتقالات في الأسابيع الأخيرة ، وجميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم ، مناخاً من الجنون .
 
 
وقال أحد مساعدي الطواقم الطبية الذي روى اعتقال عدد من زملائه: "لدى حركة تحرير الشام أكثر من سجن عقابي وسجون سرية بشكل عام ، وهم يرمون المدنيين والناشطين فيها باستمرار. . طبقة الأطباء هي طبقة متعلمة في هذا المجتمع. لقد رفضوا التفكير المتطرف والمتخلف ».

أكدت عدة منظمات تراقب الأوضاع هناك وجود مرافق الاحتجاز عبر شبكة من الأقبية والكهوف. وقالت منظمة  JAN Violations ، التي تسجل ادعاءات انتهاكات حركة تحرير الشام، أن تلك الجماعة لديها ما لا يقل عن خمسة سجون في المحافظة ، العديد منهم مشهور بالتعذيب.
 
 
وقال عاصم زيدان ، مدير هذه المنظمة التي تراقب الاوضاع في ادلب ، أن حركة تحرير الشام قامت بتركيب مئات الكاميرات الأمنية في عاصمة محافظة إدلب - التي تسمى أيضًا إدلب - لمراقبة السكان.

لا توجد أرقام شاملة لعدد الاعتقالات من قبل جماعات الثوار، بسبب القيود المفروضة على الإبلاغ في هذه المنطقة. وقال ناجي أبو حذيفة المتحدث باسم جبهة التحرير الوطني التي تدعمها تركيا ان تلك الجماعة اعتقلت 40 شخص على الاقل في الاسابيع الاخيرة للاشتباه في صلتهم بالحكومة السورية لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
 
وقد اعتقلت تلك الجماعات المتطرفة ما يقرب من 10000 شخص خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات ، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان. يعتقد أن الكثير منهم قد تم إعدامهم.

وقال السكان إنه كان من الصعب في بعض الأحيان تحديد ما إذا كان الاختفاء مرتبطًا بالسياسة أو بالابتزاز أو بكليهما. وقال زيدان إن العديد من الأطباء خطفوا للحصول على فدية كبيرة وأن أحدهم تعرض للتعذيب وترك على جانب الطريق بعد ساعات.
 
وقال أحد السكان: "لا يمكنك أن تعرف مدى القلق الذي نشعر به  في خضم كل هذا الخوف من الهجوم وكل هذا الاضطهاد". وأضاف : "تسمع أشياءً، أشياء سيئة، وتعرف أنك محاصر".
 
 
 
نقلا عن صحيفة الواشنطون بوست الامريكية
شارك في التقرير ذكريا ذكريا و Erin Cunningham في اسطنبول و  Suzan Haidamous في بيروت
بتاريخ 7 سبتمبر 2018
 
 






https://www.washingtonpost.com/world/syrian-rebels-in-idlib-target-those-who-might-surrender-as-government-assault-looms/2018/09/07/1ba47e00-b07c-11e8-8b53-50116768e499_story.html?noredirect=on&utm_term=.3f8568a12e41
 

السبت، 8 سبتمبر 2018

كيف سلحت ومولت اسرائيل الثوار السوريين




قامت اسرائيل سرا بتسليج وتمويل 12 جماعة من جماعات الثوار في جنوب سوريا مما ساعد علي منع سيطرة المقاتلين المدعومين من ايران ومسلحي الدولة الاسلامية علي مواقع قريبة من الحدود الاسرائيلية في السنوات الأخيرة، وفقا لما ذكره بضعة عشرات من قادة تلك الجماعات وأعضاء كانوا منضمين اليها

وشملت المواد العسكرية الي قدمتها اسرائيل لتلك الجماعات، والتي توقفت في شهر يوليو في هذه السنة، بنادق هجومية، ورشاشات، وقاذفات قنابل الهاون، ومركبات نقل. وسلمت اجهزة الأمن الاسرائيلية الاسلحة من خلال ثلاثة بوابات تربط مرتفعات الجولان المحتلة من اسرائيل بسويا - وهي نفس المعابر التي كانت تستخدمها اسرائيل لتوصيل المساعدات الانسانية للمواطنين في جنوب سوريا الذين يعانون من سنوات الحرب الأهلية

وكانت اسرائيل توفر مرتبات المقاتلين، وتدفع لكل واحد منهم 75 دولار في الشهر، وكانت تقدم لهم أموال اضافية تستخدمها تلك الجماعات في شراء المزيد من الأسلحة من السوق السوداء في سوريا، وفقا لما ذكره لنا الثوار والصحفيين المحليين

وخلقت الأموال التي كانت تدفعها اسرائيل لتلك الجماعات، بالاضافة لما كانت تحصل عليه اسرائيل في المقابل، الأمل لدي الثوار أن اسرائيل ستتدخل اذا حاولت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد التقدم في جنوب سوريا.

وعندما فعلت قوات النظام ذلك بالضبط بدعم من القوات الجوية الروسية في الصيف الماضي، لم تتدخل اسرائيل، وتركت جماعات الثوار يشعرون انهم تعرضوا للخيانة

قال ي.، وهو أحد المقاتلين في احدي تلك الجماعات وتسمي فرسان الجولان: " هذا درس لن ننساه أبدا من اسرائيل. هي لا يهمها الشعب ولا يهمها الانسانية. كل ما يهمها هو مصالحها "

حاولت اسرائيل ان تحافظ علي سرية علاقتها بتلك الجماعات. ورغم ان بعض الصحف كتبت عن الموضوع، الا ان الحورات التي أجرتها الفورين بوليسي مع أعضاء في تلك الميليشيات من أجل هذا الموضوع قدمت أكبر معلومات مفصلة عن دعم اسرائيل لتلك الجماعات. وكل المقاتلين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن اسمائهم أو أسماء الفصائل التي ينتمون اليها

كمية الاسلحة والاموال التي نقلتها اسرائيل لتلك الجماعات - التي يبلغها عددها الالاف المقاتلين - هي كميات قليلة بالمقارنة بالكميات التي قدمتها دول شاركت في الحرب الأهلية التي مر عليها 7 سنوات، وتضم تلك البلدان تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة. وحتي في زروة المساعدات التي كانت تقدمها اسرائيل في بدايات هذا العام، كان قادة الثوار يشتكون بأنها لم تكن تكفي

لكن المساعدات كانت ملموسة لعدة أسباب. فهي كانت تمثل طريقة أخري كانت تحاول بها اسرائيل منع ايران من تحصين مواقعها في سوريا - بجانب الضربات الجوية علي المواقع الايرانية والضغط السياسي الذي كانت تمارسه اسرائيل علي روسيا، القوة الرئيسية الوسيطة في سوريا

وهي تطرح أيضا اسئلة بخصوص ميزان القوة في سوريا عندما تنتهي الحرب الأهلية أخيرا. فمع عدم اظهار القوات الايرانية التي ساعدت الاسد علي هزيمة الثوار أي ميل للانسحاب من سوريا، فان احتمال ان تصبح تلك البلد بؤرة التوتر بين اسرائيل وايران بات كبيرا

رفض المتحدث الرسمي باسم السفارة الاسرائيلية في واشنطون التعليق علي هذا التقرير

بدأت اسرائيل تسليح جماعات الثوار التابعة للجيش الحر في سنة 2013، وتضم فصائل في القنيطرة، ودرعا والمناطق الجنوبية من ريف دمشق. ومعظم الاسلحة التي كان يتم تسليمها في تلك الفترة كانت بنادق هجومية M16 أمريكية الصنع . وبعدها انتقلت اسرائيل الي تسليم الثوار اسلحة معظمها ليست امريكية - علي ما يبدو لاخفاء مصدر المساعدات - وتضم بنادق وزخيرة مصدرها شحنة ايرانية الي جماعة حزب الله في لبنان صادرتها اسرائيل في 2009

وظلت المساعدات المقدمة لتلك الجماعات منتظمة لبعض الوقت، لكنها اتسعت بشكل ملموس في العام الماضي. فاسرائيل انتقلت من دعم مئات المقاتلين الي التواصل مع جماعات تتكون من الاف الثوار. وتصادفت الزيادة في المساعدات مع التحول الأوسع في سياسات اسرائيل في سوريا.فبعد أن فشلت نداءاتها للادارة الامريكية والكرملين في التوصل الي اتفاق يضمن ابعاد الميليشيات المدعومة من ايران عن جنوب سوريا، تبنت اسرائيل سياسات أكثر عدائية

بدأ سلاحها الجوي يضرب في عمق الأراضي السورية، ولم يستهدف مجرد شحنات الأسلحة الفردية القادمة من ايران الي حزب الله بل استهدف اضا القواعد الايرانية في كل أنحاء سوريا

هناك جماعتين كانت اسرائيل تدعمهما وتم تحديد هويتهما - فرسان الجولان، وهو فصيل كان مقره بلدة جباتا الخشب الحدودية في القنيطرة، ولواء عمر بن الخطاب، ومقره بيت جن، وهي بلدة تقع علي حدود بلدة جبل الشيخ

وعلي عكس الداعمين الأجانب الاخرين للثورة السورية، لم تبذل اسرائيل إلا القليل من الجهد لتنظيم وتعزيز برنامج المساعدات الخاص بها. وبدلا من ذلك كانت تعتمد فيما يبدو علي علاقاتها التي طورتها مع أفراد من القادة العسكريين، وتنقل اليهم المساعدات مباشرة

وذكر ثوار في جنوب سوريا أن هؤلاء القادة العسكريين كانوا يتواصلون مع المسئولين الاسرائيليين ويجتمعون معهم وجها لوجه من وقت لاخر في الجولان المحتلة من اسرائيل. وعندما كان القادة العسكريين يغيرون جماعاتهم ومواقعهم كانت المساعدات الاسرائيلية تلحق بهم. وعلي الجانب الاخر، عندما كان القادة العسكريين يقتلون او يعزلون من مناصبهم نظرا للصراع علي السلطة داخل الجماعات، كانت المساعدات التي تقدمها اسرائيل لفصائلهم السابقة تتوقف

فرسان الجولان كانت الجماعة المفضلة لدي اسرائيل. في العام الماضي أضافت مئات المقاتلين الي صفوفها نظرا لزيادة التمويل الاسرائيلي، وفقا لما ذكره أعضاء في هذا الفصيل. وكانت تتولي توزيع الأسلحة التي تقدمها اسرائيل الي الجماعات الأخري. وهذا ما سمح لتلك الجماعة أن يصبح لها نفوذ أكبر من حجمها سواء في القنيطرة أو في محافظة درعا

وقدمت اسرائيل ايضا الدعم الناري لفصائل الثوار التي تقاتل احدي الجماعات التابعة للدولة الاسلامية في حوض اليرموك. وذكر ثوار وصحفيين ومواطنين محليين أن اسرائيل نفذت ضربات بطائرات بدون طيار مستهدفة قادة عسكريين من الدولة الاسلامية وضربات بصواريخ دقيقة ضد أفراد وتحصينات وعربات لتلك الجماعة أثناء المعارك مع الثوار. ولم توسع اسرائيل هذ الدعم الناري أثناء هجوم الثوار علي قوات النظام

ونتيجة المساعدات العسكرية والانسانية الاسرائيلية تصور الكثيرين من سكان الجنوب أن اسرائيل حليفتهم. ونشرت اسرائيل برنامج " حسن الجوار " باللغة العربية، ويشمل عمليات انسانية في جنوب سوريا وعلاج بعض السوريين في المستشفيات الاسرائيلية

قال لي ي.، المقاتل في فرسان الجولان، منذ بضعة شهور: " اسرائيل هي الوحيدة التي لها مصالح في المنطقة وقليل من الانسانية وتقدم المساعدات للمدنيين "

ومع تعزيز القوات الموالية للأسد، بمساعدة القوات الروسية والايرانية، سيطرتها علي المزيد والمزيد من المناطق في سوريا، سعت اسرائيل الي ايجاد سبل أخري لضمان مصالحها علي الحدود 

في شهر يوليو من هذا العام، توصل المسئولين الاسرائيليين علي ما يبدو الي تفاهم مع روسيا يسمح بعودة قوات النظام الي غرب درعا والقنيطرة، وهي المناطق الملاصقة لهضبة الجولان. ونشرت الصحف أن روسيا وعدت في المقابل أن تبعد الميليشيات المدعومة من ايران 80 كيلو متر من مرتفعات الجولان وألا تبادر الي اعاقة الضربات الجوية الاسرائيلية لأهداف ايرانية في سوريا

وحتي بعد بدء الأسد هجومه علي جنوب سوريا تمسك الكثير من السوريين بأمل أن تمنع اسرائيل علي الأقل استعادة النظام محافظة القنيطرة المجاورة. وفر الاف الناس الي المنطقة المجاورة لمرتفعات الجولان لكن اسرائيل لم تتدخل لحمايتهم.

قال أحد القادة المحليين من غرب درعا الذي وافق علي تعريفه فقط بلقب أبو خالد أنه سرعان ما أدرك أن الاعتماد علي اسرائيل كان خطأ.

وقال أبو طالب : " صدقني، اسرائيل ستندم علي صمتها علي ما حدث في جنوب سوريا. نحن في بلدتنا والبلدات المجاورة تصالحنا علي مضض مع النظام، لكن هذه المصالحة ستؤثر علي اسرائيل في المستقبل القريب " .

عندما كان النظام يقترب، تواصل بعض الثوار مع جهات الاتصال الاسرائيلية وطلبوا اللجوء السياسي، خوفا من انتقام قوات الاسد، ورد عليهم المسئولين الاسرائليين بأن سمحوا لعدد صغير من القادة العسكريين للثوار وأفراد عائلاتهم القريبين بدخول اسرائيل في ليلة 22 يوليو. أما الاخرين فرفض طلبهم

مصير هؤلاء القادة العسكريين وعائلاتهم لا يزال غير معروف. ووفقا لما ذكره أشخاص قي سوريا، بعضهم تتردد اشاعات انهم دخلوا اسرائيل، واخرين في الاردن. وأحد القادة العسكريين السابقين أبلغ تابعية أنه وصل تركيا

أما المقاتلين العاديين فمعظمهم اختاروا أن يبقوا في منازلهم ويستسلوا للنظام بدلا من الفرار الي إدلب، المعقل الأخير المتبقي لقوات الثوار. بعضهم قبض عليه، علي ما يبدو لعمالتهم لاسرائيل، بينما انضم الاخرين للميليشيات المؤيدة للنظام أو الجيش السوري نفسه كوسيلة لتجنب قمع النظام



كتب التقرير الصحفية الاسرائيلية اليزبيث تسوركوف المؤيدة والداعمة للثورة في سوريا بتاريخ 6 سبتمبر 2018



https://foreignpolicy.com/2018/09/06/in-secret-program-israel-armed-and-funded-rebel-groups-in-southern-syria/

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

السي اي ايه والاردن والسعودية طلبت من الجماعات المسلحة علي الحدود الاردنية التابعة للجيش الحر التي تدعمها حل نفسها والانتقال الي داخل الاردن

السي اي ايه والاردن والسعودية طلبت من الجماعات المسلحة علي الحدود الاردنية التابعة للجيش الحر التي تدعمها حل نفسها والانتقال الي داخل الاردن
نقلا عن رويترز
التفاصيل:

عمان (رويترز) - طلبت دول غربية وعربية من جماعتين سوريتين مسلحتين مدعومتين من الغرب وتقاتلان الجيش السوري والميليشيات الايرانية في جنوب شرق سوريا الانسحاب من المنطقة ودخول الاردن، وفقا لما ذكرته مصادر من الثوار ومصادر دبلوماسية

وقالت جماعة أسود الشرقية وجماعة الشهيد أحمد عبدو، وهما جزء من جماعة الجيش السوري الحر، أن داعميهم من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ودول الجوار التي تدعمهم، وتضم تلك الدول السعودية والاردن، قد أبلغوهم أن ينهوا القتال في هذه المنطقة

وقال بدر الدين سلامة، وهو مسئول كبير في جماعة اسود الشرقية، وهي واحدة من جماعات الثوار الرئيسية في تلك المنطقة وتتلقي المساعدات من التحالف المدعوم من امريكا : " وصلنا طلب رسمي بمغادرة المنطقة "

وكان الثوار قد تمكنوا منذ بدايات هذا العام من طرد داعش من مساحات واسعة في هذه المنطقة قليلة السكان والتي تمتد 50 كيلو متر من جنوب شرق دمشق، علي طول الطريق المؤدي الي الحدود العراقية بمحازاة الحدود مع الاردن

لكن الهجوم الذي شنه الجيش السوري، مدعوما من الميليشيات الايرانية وغطاء جوي روسي كثيف، أدي الي تطويق الثوار وتقليص ما حققوه من مكاسب. وفي الاسابيع الاخيرة استعاد الجيش السوري عدد من المواقع علي الحدود الاردنية والتي كان قد تخلي عنها في بدايات الصراع

وقالت مصادر دبلوماسية غربية أن الطلب كان مرتبطا بقرار من ادارة الرئيس الامريكي ترامب في شهر يوليو بوقف برنامج السي اي ايه لتسليح وتدريب جماعات الثوار السورية التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الاسد

وكان برنامج السي اي ايه قد بدأ في 2013 في اطار جهود ادارة الرئيس اوباما لاسقاط الاسد. وتقول ادارة ترامب ان استراتيجيتها في سوريا تركز فقط علي هزيمة الدولة الاسلامية

وقد تم ابلاغ قادة الثوار في خطاب تم ارساله اليهم وأطلعت عليه رويترز أنه رغم قتالهم بشجاعة للتصدي للجيش السوري إلا ان وجودهم في هذه المنطقة الصغيرة يشكل تهديدا لهم

وتسبب هذا القرار في امتعاض المئات من المقاتلين في الجماعتين ويرون ان انسحابهم داخل الاردن هو بمثابة تفكيك لقواتهم

وسيتوجب علي الجماعتين اللتين تضمان مئات المقاتلين تسليم اسلحتهم الثقيلة وعشرات من الصواريخ الامريكية الصنع المضادة للدبابات التي لعبت دورا في النجاحات التي حققوها في المعارك ضد الدولة الاسلامية والميليشيات الايرانية، وفقا لما قاله الثوار

وفي اجتماع عقد يوم السبت أبلغ قادة الجماعتين مركز العمليات المشتركة في الاردن الذي طلب منهم الانسحاب أنهم يفضلون " البقاء والموت " في الصحراء علي ترك ميدان المعركة

وقال سلامة : " اعترضنا علي الطلب ، فلو دخلنا الاردن فسنعتبرها النهاية. ودماء سهدائنا لم تجف بعد "

وقال الثوار ان مركز العمليات العسكرية لم يقدم لهم خيار الانتقال الى حامية امريكية شرقا بالقرب من الحدود مع العراق فى التنف. وتستضيف هذه الحامية، التي يديرها برنامج منفصل للبنتاغون، جماعة ثورية عربية قبلية تعرف باسم مغاوير الثورة.

وقال مسئول اخر من الثوار انهم لا يعارضون بالضرورة الانسحاب، لكنهم يريدون ضمانات من الاردن بأن يمارسوا ضغوط بأن ينضموا الي اتفاق وقف اطلاق النار في منطقة البادية برعاية روسية

وقال دبلوماسيين أن واشنطون والاردن تتفاوضان حاليا مع موسكو لتطبيق منطقة عدم تصعيد بحيث تتراجع القوات المدعومة من ايران 40 كيلو متر من شمال منطقة الحدود مع الاردن

وقال سيد سيف، المتحدث الرسمي باسم جماعة الشهيد احمد عبدو : " وافقنا من حيث المبدأ وهناك مسائل تحتاج للحل. ولكن حتي اللحظة لا يوجد اتفاق نهائي علي الانسحاب ونحن لا نزال في البادية ولا نزال نقاتل من مواقعنا " .

رويترز بتاريخ 10 سبتمبر 2017 
 
https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-south/syrian-rebels-say-u-s-allies-push-for-retreat-from-southeast-syria-idUSKCN1BL0YP


الاثنين، 18 سبتمبر 2017

تقرير قنبلة يفضح تزوير البنتاغون لأوراق رسمية خاصة بنقل الأسلحة إلى الثوار السوريين

تقرير قنبلة يفضح تزوير البنتاغون لأوراق رسمية خاصة بنقل الأسلحة إلى الثوار السوريين

يؤكد تقرير مشترك جديد أصدرته مجموعتين دوليتين لمراقبة الاسلحة اليوم الثلاثاء ان البنتاغون يواصل شحن كميات قياسية من الاسلحة الى سوريا وان وزارة الدفاع تمسح أثار أوراقها الرسمية. وقدم مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (أوكرب) (OCCRP) وشبكة التقارير الاستقصائية في البلقان ( بيرن ) (BIRN) دليلا قاطعا على أن البنتاغون لا يشترك حاليا فقط في شحن أسلحة تصل قيمتها إلى 2.2 مليار دولار من شبكة مشبوهة من التجار الخاصين إلى التحالف شركاء في سوريا - معظمها أسلحة سوفيتية قديمة - فبل يتلاعب في أوراق مثل شهادات المستخدم النهائي، ربما من أجل إخفاء تورط الولايات المتحدة.

ونشرت أوكرب و بيرن الملفات الداخلية الخاصة بمشتريات وزارة الدفاع الأمريكية بعد أن أجرت تحقيقا واسع النطاق وجدت أن البنتاغون يدير خط أنابيب ضخم لتهريب الأسلحة منبعه البلقان والقوقاز وينتهي في سوريا والعراق. ,هذا البرنامج هو ظاهريا جزء من من برنامج تدريب وتسليح الولايات المتحدة، للثوار السوريين، ومساعدة حملة قوات سوريا الديمقراطية (وهو ائتلاف من وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات عربية مسلحة من الجيش السوري الحر تعمل في المقام الأول في شرق سوريا). وعمليات نقل الأسلحة هائلة، ويبدو أن البرنامج سيستمر لسنوات. وجاء في تقرير نشره موقع الفورين بوليسي التالي:

" وقد خصصت وزارة الدفاع ميزانية قدرها 584 مليون دولار خصيصا لهذه العملية السورية للسنوات المالية 2017 و 2018، وقد خصصت مبلغا آخر قدره 900 مليون دولار من الإنفاق على الذخائر من الطراز السوفيتي من الآن وحتي عام 2022. ومن المحتمل أن يبلغ إجمالي مبلغ تدفقات الأسلحة إلى الثوار السوريين 2.2 مليار دولار  في السنوات المقبلة." .

ولكن الصدمة الكبري هي الاعتراف التالي بأن موردي الاسلحة للبنتاجون لديهم صلات مع شبكات إجرامية معروفة ، فجاء في  تقرير موقع مجلة الفورين بوليسي :

" جاء في التقرير أن العديد من موردي الأسلحة - ومعظمهم من أوروبا الشرقية ومن الجمهوريات السوفياتية السابقة، ومن ضمنها كازاخستان وجورجيا وأوكرانيا - لهم صلات بالجريمة المنظمة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية ولهم سجلات تجارية مشبوهة.

وورد أن إجمالي كمية المواد اللازمة لبرنامج البنتاغون - من مصنع ذخيرة أعلن عن خططه لاستئجار 1000 موظف جديد في عام 2016 لمساعدته في تلبية الطلبات  - قد وسع من الموردين الي أقصي حد، مما اضطر وزارة الدفاع لتخفيف معايير المواد التي ستقبلها." .

ومن المرجح أن يكون اتحاد الجريمة المنظمة هو السبب في سعي البنتاجون إلى تغيير بيانات سجلاته. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مواصلة شحن ذلك الحجم الهائل من الأسلحة إلى ساحة المعركة السورية ومناطق أخرى في الشرق الأوسط يعني حتما انتشار الجماعات الإرهابية البغيضة- وهي ظاهرة سبق توثيقها بشكل وثيق فيما يتصل ببرنامج المخابرات المركزية الامريكية لإسقاط الحكومة السورية الذي أوردت الأنباء أنه قد أوقف. ولا تزال الاندماجات والتحالفات بين بعض الجماعات السورية المسلحة التي كانت تابعة للجيش الحر في السابق ولا زالت تدعمها وزارة الدفاع الامريكية في شمال وشرق سوريا غزيرة، مما يعني أن الأسلحة التي تقدمها لهم الولايات المتحدة سوف تستمر في الوصول لتلك الجماعات دون مساءلة عن المكان الذي ستنتهي فيه.

وقال إيفان أنجلوفسكي، أحد مؤلفي تقرير أوكرب / بيرن، ل فورين بوليسي  إن "البنتاغون يزيل أي دليل في سجلات مشترياته يشير الي أن الأسلحة تسير فعليا إلى المعارضة السورية". ويستند التقرير إلى مذكرات الحكومة الأمريكية الداخلية التي تكشف عن أن مواقع وجهة شحن الأسلحة قد أزيلت من الوثائق الأصلية.

وثائق مشتريات مزورة وتم تغييرها خاصة بالبنتاجون (اضغط للتكبير): 


هل تصلح وثيقة المستخدم النهائي اذا لم تكن تحتوي علي المستخدم النهائي ؟




وجاء في صحيفة بلقان انسايت، التي تمتلك التقرير الاستقصائي الأصلي: " تم تبييض سبعة وثائق مشتريات خاصة بالولايات المتحدة لإزالة أي إشارة إلى" سوريا "بعد اتصال الصحفيين بالبنتاغون للاستفسار عما إذا كانت البلدان المصدرة - بلغاريا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا وجورجيا - كانت على علم بالوجهة ".

إن إقرار مجلة الفورين بوليسي، التي تعد من أهم منشورات الأمن القومي في العالم، بأن برنامج البنتاجون الخاصة بسوريا لشراء الأسلحة مرتبط بالجريمة المنظمة في أوروبا الشرقية هو في حد ذاته له دلالة كبيرة. فالأدلة ببساطة هائلة جدا لدرجة أن حتى مصادر مؤسسة كمؤسسة الفورين بوليسي- التي كانت في حد ذاتها مؤيدة للتدخل في سوريا - لم تستطع أن تنكر ذلك.

كما أفاد تقرير الفورين بوليسي بأن برنامج البنتاغون "يبدو أنه قد  بدأ ينعش عالم تجار الأسلحة الغامض في أوروبا الشرقية". ويضيف أيضا أنه "قد وردت أنباء أن البنتاغون بدأ يزيل الأدلة في المستندات الخاصة بمن سيستخدمون  الأسلحة في نهاية المطاف، مما قد يضعف أحد حصون البروتوكولات الدولية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة".



 هذه خريطة / إنفوغرافيك ضمها تقرير أوكرب / بيرن، وصدقت عليها مجلة الفورين بوليسي. لاحظ أن الخريطة تشير إلى أن أسلحة السي اي ايه ذهبت مباشرة إلى محافظة إدلب (شمال غرب سوريا، القسم الملون باللون الأخضر) ومنطقة الجولان الحدودية (جنوب سوريا). وكانت هاتان المنطقتان وما زالتا تحتلهما القاعدة (في إدلب، "هيئة تحرير الشام"  التابعة لتنظيم القاعدة). وفي إدلب على وجه التحديد، أكد المحللون التطهير العرقي والإبادة الجماعية للأقليات الدينية علي يد "الثوار"  بمساعدة مباشرة من  أسلحة وكالة المخابرات المركزية.

وقد عرضنا في أواخر الشهر الماضي قصة الصحفية البلغارية ديليانا غايتاندزيفا التي طردت من وظيفتها بعد أن استجوبها مسؤولون في المخابرات الوطنية لكشفها شبكة أسلحة البنتاغون التي كانت هي نفسها موضوع آخر تحقيقات أجرتها  أوكرب / بيرن. في ذلك الوقت، كانت قناة الجزيرة هي وسيلة الاعلام الوحيدة التي غطت القصة، وأكدت أن عملاء بلغاريين استجوبوا غايتاندزيفا و "حاولوا معرفة مصادرها". وقد سرب مصدر مجهول مجموعة كبيرة من الملفات الحكومية الداخلية المتصلة بالاتجار بالأسلحة إلى صحفية تعمل في صحيفة ترود ومقرها شرق أوروبا، والتي كانت هي الأساس الذي بنت عليه تقاريرها. ويبدو ان التحقيق الاخير الذى صدر يوم الثلاثاء يتضمن بعض الوثائق ذاتها التى اكدتها ايضا غاياندزيفا.



 http://www.zerohedge.com/news/2017-09-13/bombshell-report-catches-pentagon-falsifying-paperwork-weapons-transfers-linked-orga

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

حوار أجراه موقع معهد كارنيجي مع رئيس لجنة التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في ضواحي الغوطة بدمشق.




حوار أجراه موقع معهد كارنيجي مع أكي سيلستروم، الذي عينته الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في ضواحي الغوطة بدمشق، ويناقش نتائج التحقيق

11 مارس 2014  

بمجرد وصول فريق التحقيق التابع للامم المتحدة  بقيادة البروفيسور أكي سيلستروم، الخبير السويدي المعروف في الحرب الكيماوية، في 21 اغسطس 2013 للتحقيق في مزاعم استخدام الاسلحة الكيماوية باستخدام غاز الاعصاب المعروف باسم غاز السارين الذي أطلق علي ضواحي الغوطة في دمشق. وهددت الولايات المتحدة بالتدخل عسكريا لمعاقبة حكومة الرئيس السوري بشار الاسد التي حملتها مسولية الهجوم

واثناء انتقال الجدل الدائر حول التدخل في سوريا الي الكونجرس كانت الامم المتحدة تفاوض لدخول منطقة الغوطة للتحقيق فيما حدث. وبعدها واصل فريق سيلستروم التحقيق في هجمات كيماوية اخري مزعومة في مناطق أخري داخل سوريا، ومنها حادثة في مدينة خان العسل الواقعة غرب حلب التي اتهمت الحكوة السورية قوات المعارضة بارتكابها

 قدم سيلستروم تقريره الأولي إلى الأمم المتحدة في 16 سبتمبر  والتقرير النهائي في 12 ديسمبر، وقدم أدلة واضحة على استخدام السارين في سوريا. وفي تلك الفترة كانت الأحداث قد تحركت سياسيا. وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد أبرمتا بالفعل في 14 سبتمبر الماضي اتفاقا يطالب الحكومة السورية بتسليم جميع اسلحتها الكيميائية لتدميرها من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وهي هيئة حكومية دولية مكرسة للقضاء على الاسلحة الكيميائية. وقبل الأسد وبدأت العملية، لكنها تعرضت مؤخرا للتأخير. وقد تم حتى الآن شحن 11٪ فقط من المواد الكيميائية المعلنة من سوريا لتدميرها، وأصبح مستقبل الاتفاق موضع شك متزايد. وفي الوقت نفسه، لا تزال ظروف هجوم 21 أغسطس في منطقة الغوطة وغيرها من الهجمات الكيميائية المزعومة في سوريا موضع نقاش ساخن.

 واليوم وافق سلستروم على إجراء مقابلات مع قسم سوريا في أزمة. وقد شغل سابقا منصب كبير مفتشى اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة بتفكيك برامج العراق للحرب الكيماوية والنووية. وهو يعمل حاليا كمدير مشروع في المركز الأوروبي للاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، وهي مؤسسة بحثية مقرها جامعة أوميا في السويد. وبعد أن طلبت الحكومة السورية تحقيقا من الأمم المتحدة في هجوم خان العسل عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيلستروم رئيسا بعثة لتقصي الحقائق في 26 مارس. وأكمل هذه المهمة في ديسمبر 2013.


- بروفيسور سيلستروم، لم يكن جزءا من ولايتكم كمحقق تابع لللأمم المتحدة تحديد مرتكب الهجمات الكيميائية في سوريا. الآن بعد أن تركت منصبك في الأمم المتحدة، هل تشعر بأنك استنتجت من مجموع الأدلة المتاحة بأن الحكومة السورية كانت مسؤولة عن هجوم كيميائي واحد أو أكثر؟

- لست متأكدا ما إذا كان بإمكاني أن أتحدث بصفة شخصية في هذه القضية، ولكن مواقفي الشخصية والمهنية لا تختلف عن بعضها البعض. ليس لدينا دليل لنقول من فعل ماذا، ولكن من ناحية أخرى، ليس لدينا دليل لنقول بأن هذا الطرف أو ذاك لم يرتكبها 


- تم تعيينك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في 26 مارس، وتوقعنا أن يبدأ العمل في سوريا في غضون أسبوع أو نحو ذلك. بدلا من ذلك حدث تأخير طويل قبل أن تطالبك الحكومة السورية بدخول سوريا. عندما وصلت أخيرا، وقع هجوم 21 أغسطس. كنت ترغب في التحقيق لكنك أجبرت مرة أخرى إلى الانتظار للحصول على إذن. ولم توافق الحكومة السورية علي اجراء التحقيق الا بعد ان ارسل بان كيمون مندوبته أنجيلا كين إلى دمشق في 26 أغسطس بعد خمسة أيام من الهجوم. لماذا تعتقد أن هذه التأخيرات قد حدثت؟

- سوريا عضو في الأمم المتحدة. وبالتالي طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة إرسال بعثة للتحقيق في استخدام مزعوم لللأسلحة الكيميائية في خان العسل في 19 مارس 2013. وفي الوقت نفسه، تلقى الأمين العام من دول أعضاء أخرى ادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية في أماكن أخرى . ولذلك أجاب بأنه لن سيرسل فريقا إلى خان العسل إلا إذا سمح له بالذهاب إلى بعض الأماكن الأخرى أيضا. وباعتبار سوريا دولة ذات سيادة فقد رفضت فكرة أن يكون لدول أعضاء أخرين غير أصدقاء لها رأي في ما ينبغي أو لا ينبغي التحقيق فيه في البلاد. وهذا هو تفسير التأخير الأول.

 التأخير الثاني كان قبل السماح لنا بالتحقيق في حادث الغوطة، وهو تأخير أكثر ايحاءا، رغم انه قد يكون له تفسيرات أخرى، مثل المخاطر الأمنية، وقضايا السيادة، أو عدم الرغبة في كسر الحصار المستمر لهذه المناطق وفضح معاناتهم للعالم المحيط بهم .

- هل تمكنت من استنتاج أي شيئ من غاز السارين المستخدم في سوريا عن مصادره؟  


- عندما تجد عينات من غاز السارين، قد تجد أيضا مواد كيميائية أخرى موجودة قد تشير إلى بعض من تاريخها. لم نتمكن من مقارنة هذا السارين مع المخازن الرسمية السورية أو بأي طريقة أخرى نستنتج أي شيء عن مصدرها.

 - ولكن البعض يدعي أن  العينات بها أدلة. عندما عرضت الحكومة السورية علي الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدمير برنامجها للحرب الكيميائية، أعلنت الحكومة السورية أنها تمتلك حوالي 80 طنا من مادة هيكسامين، وهي مادة كيميائية يمكن استخدامها لصنع السارين. وقد ذكر تقريرك وجود آثار الهيكسامين في بعض العينات من منطقة الغوطة. هل هذا يعني أن السارين المستخدم في 21 أغسطس قد أنتجته الحكومة؟

 - مادة الهكسامين يمكن أن تكون مثبتا لغاز السارين، ولكن أخرين ادعوا أن مادة الهيكسامين التي عثر عليها قد تكون من الملوثات الموجودة بسبب المتفجرات.

- هل يمكن ان تكون تلك الكميات من غاز السارين قد انتجت محليا او استوردتها جماعات اخري غير الحكومة السورية ؟ 

- الحصول علي غاز السارين من مصدر غير حكومي هو في نهاية المطاف مجرد تكهنات في هذه المرحلة - فهل تم توليفه أو استرداده من مخازن الحكومة أم ماذا؟

- قلت في لقاء أجري معك مؤخرا أن أرقام الموتي التي نشرها نشطاء المعارضة السورية وأفراد الطواقم الطبية بعد هجوم الغوطة في 21 اغسطس لم يكن لها مصداقية . هل تشرح لنا ذلك ؟ 

- الصراع في سوريا محاط بالكثير من الاشاعات والكثير من الدعاية، خصوصا فيما يتعلق بمسألة حساسة كاستخدام الاسلحة الكيماوية .  نحن نقيم حادثة الغوطة كحادثة كبيرة نسبيا، ولن أفاجأ إذا مات مئات الأشخاص - نحن ليس لدينا علم فحسب. ينبغي للمرء أن يدرك أنه مقابل كل شخص يموت هناك على الأرجح عشرة أشخاص يعانون من أعراض، بالإضافة إلى عدد من الناس الآخرين الذين يعتقدون أنهم مخدرين.

وإذا أخذت في الاعتبار أعداد الضحايا المخدرين وفقا لتقارير بعض مصادر المعارضة، فمن المستحيل أن يكون هذا العدد قد تم التعامل معه في هذا الوقت القصير المتاح في ظل الموارد الشحيحة المتاحة. ومع ذلك، ينبغي ألا يستغل هذا التصريح للحد من الجريمة أو إهمالها أو تقليص حجمها.

 - كانت الصواريخ المحملة بالسارين التي حللها فريقك في منطقة الغوطة الشرقية غير عادية إلى حد كبير، وهذه الصواريخ كانت في قلب النقاش حول ما حدث في 21 أغسطس. هل يمكن أن تخبرنا شيئا عن تصميمها ومصدرها المفترض؟

- هذه الصواريخ حظيت بالكثير من الاهتمام، وربما هناك حاجة الي جمع المزيد من المعلومات حولها من منظمة غير منظمتنا. 
ويشار إليها على أنها صواريخ مرتجلة وربما قصد منها احداث تفجرات شديدة . ومصدرها غير واضح في الوقت الراهن.
 - بشكل أعم، بصفتك عالم وشخص رأى هذه الأحداث عن قرب، كيف رأيت النقاش الدولي حول الهجمات الكيميائية في سوريا؟

- بشكل أعم، بصفتك عالم وشخص رأي تلك الأحداث عن قرب، ما رأيك في النقاش الدولي حول استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا ؟ 

- إذا نظرت إلى إحصاءات الصراع ستري أن الأسلحة الكيميائية لعبت دورا صغيرا جدا. ومع ذلك أصبح استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا مسألة سياسية للغاية، حيث أن لديها القدرة على السماح لبعض الدول الغربية بلعب دور أكثر نشاطا. وفي نهاية المطاف، ربما ساعد ذلك على خلق فرصة لإجراء محادثات في المستقبل. دعونا نأمل في ذلك.


أجري الحوار في 11 مارس 2014  الصحفي أرون لوند  المتخصص في الشأن السوري ومحرر قسم سوريا في أزمة علي موقع معهد كارنيجي للشرق الاوسط 
 http://carnegie-mec.org/diwan/54863?lang=en


الخميس، 3 أغسطس 2017

تفاصيل انهاء ترامب لبرنامج السي اي ايه لتسليح وتدريب الثوار السوريين



2 اغسطس 2017

واشنطون -- جاءت نهاية أحد أكبر برامج العمليات السرية تكلفة في تاريخ السي اي ايه بسرعة

أثناء مؤتمر صحفي مقتضب عقد في البيت الأبيض الشهر الماضي نصح مدير السي اي ايه، مايك بوميو، الرئيس ترامب بوقف جهود تسليح وتدريب الثوار السوريين التي استمرت أربعة أعوام. فأنهي الرئيس البرنامج بسرعة.

حينها كان جيش الثوار جيشا صوري أجوف بسبب أكثر من أربعة أعوام من قصف الطيران الروسي إقتصر وجوده علي أماكن في سوريا لم تستعيدها الحكومة السورية وتتقلص باستمرار . وكان هناك معارضين في الكونجرس لهذا البرنامج وتقدمون بشكاوي بسبب تكاليفه - حيث تكلف أكثر من مليار دولار طوال فترة البرنامج - ونشرت تقارير تتحدث عن أن بعض الأسلحة التي قدمتها السي اي ايه وصلت في نهاية المطاف الي جماعة ثورية مرتبطة بتنظيم القاعدة وهو ما قلل من الدعم السياسي لهذا البرنامج

وفي الوقت الذي يري معارضي الرئيس ترامب أنه أنهي البرنامج لكسب ود الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، لم يكن هذا البرنامج يلقي قبولا من البيت الابيض سواء من اوباما أو ترامب - وتلك تعد حالة نادرة من حالات توافق اراء سياسة الأمن القومي

وأجبر إنهاء برنامج السي اي ايه، وهو أكثر البرامج تكلفة لتسليح وتدريب الثوار منذ برنامج وكالة المخابرات لتسليح وتدريب المجاهدين في افغانستان في الثمانينات، الادارة الامريكية علي اجراء حسابات لنقاط النجاح ونقاط الفشل . ويقول المعارضين للبرنامج أنه كان برنامجا متهورا ومكلفا وبلا جدوي. ويقول المؤيدين للبرنامج أنه كان برنامجا حذرا بلا داعي وحقق انجازات ملحوظة نظرا لأن ادارة اوباما فرضت عليه منذ البداية الكثير من القيود، مما أدي في نهاية المطاف كما يقولون الي فشله

مرت علي البرنامج فترات حقق فيها نجاحات، ومنها عندما دحر الثوار في 2015 قوات الحكومة في شمال سوريا، مستخدمين الصواريخ المضادة للدبابات التي أمدتها بها السي اي ايه والسعودية. لكن الحملة العسكرية التي شنتها روسيا في أواخر 2015 كانت تركز بشكل مباشرعلي المقاتلين المدعومين من السي اي ايه ممن يقاتلون قوات الجيش السوري. وقتل الكثير من المقاتلين، وتراجعت حظوظ جيش الثوار.

وقال تشارلز ليستر، الخبير في الشأن السوري في معهد الشرق الاوسط، أنه لم يفاجأ من انهاء ادارة ترامب للبرنامج الذي سلح ودرب الاف الثوار السوريين (وعلى سبيل المقارنة، تم إلغاء برنامج البنتاغون سنة 2015  بتكلفة 500 مليون دولار والذي وضع خططا لتدريب وتجهيز 15 ألف من الثوار السوريين على مدى ثلاث سنوات، بعد أن لم يتخرج منه سوي بضعة عشرات فقط من المقاتلين).

وقال ليستر عن برنامج السي اي ايه : " سألقي اللوم علي ادارة اوباما من عدة نواحي. فهم لم يوفروا له الموارد الضرورية ولا المساحة الكافية لتحديد أليات ميدان المعركة. كانت جماعات معارضة تتغذي بالتنقيط بما يكفيها لتعيش ولا يكفيها لتصبح جماعات فاعلة ومهيمنة " 

وقد وجه الرئيس ترامب مرتين بشكل معلن انتقادات لهذا البرنامج منذ انهاءه. وكانت صحيفة الواشنطون بوست هي اول من نشر قراره، وكتب السيد ترامب علي حسابه علي تويتر أنه سينهي " الأموال الضخمة والخطيرة والضائعة للثوار السوريين الذين يقاتلون الأسد " . وأثناء لقاء أجرته صحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي مع الرئيس قال ان الكثير من الاسلحة التي قدمتها السي اي ايه للثوار وصلت في نهاية المطاف الي أيدي " تنظيم القاعدة" ، في اشارة الي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تقاتل في أغلب الأحيان جنبا الي جنب مع الثوار المدعومين من السي اي ايه 

وقال مايكل هايدن، المدير السابق للسي اي ايه، أن تصريحات الرئيس قد " تجعل الوكالة تتردد عندما يطلب تأييدهم عند القيام بعمليات سرية في المستقبل " 

وقال الجنرال ريموند توماس، قائد قيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة الامريكية، أثناء مؤتمر عقد الشهر الماضي أن قرار انهاء برنامج السي اي ايه كان " قرارا صعبا، صعبا " 

وقال : " فمما أعلمه علي الأقل عن هذا البرنامج وقرار انهاءه، لم يكن علي الإطلاق رشوة للروس . واعتقد انه كان مبنيا علي تقييم لطبيعة البرنامج وما يمكن ان نحققه وامكانية بقاؤه " 

رفض المتحدث الرسمي باسم السي اي ايه التعليق 

كان الرئيس اوباما قد وافق سنة 2013  علي مضض علي البرنامج عندما كانت الادارة تحاول الحد من زخم قوات الحكومة السورية الموالية للرئيس بشار الاسد. وسرعان ما وقع البرنامج ضحية لتغير التحالفات في الحرب الأهلية السورية التي دامت ستة سنوات والقدرات المحدودة لمسئولي الجيش والمخابرات الامريكية علي رؤية ما كان يحدث علي الأرض

فبمجرد أن يعبر المقاتلين الذين دربتهم السي اي ايه الي داخل سوريا يجد ضباط السي اي ايه صعوبة في السيطرة عليه. وأكدت حقيقة وصول أسلحة السي اي ايه في نهاية المطاف الي أيدي مقاتلي جبهة النصرة - وأن بعض الثوار انضموا لتلك الجماعة -  مخاوف الكثيرين في ادارة اوباما عندما بدأ البرنامج. ومع انه كان ينظر الي جبهة النصرة علي نطاق واسع باعتبارها قوة قتالية فاعلة ضد قوات الأسد، إلا ان انتمائها لتنظيم القاعدة جعل من المستحيل علي ادارة اوباما ان تقدم لهذه الجماعة اسلحة بشكل مباشر 


ويقدر مسؤولو المخابرات الأمريكية أن جبهة النصرة تضم الآن أكثر من 20 ألف مقاتل في سوريا، مما يجعلها أكبر فرع تابع لتنظيم القاعدة.   فإن جبهة النصرة كانت تركز منذ فترة طويلة على محاربة الحكومة السورية بدلا من التخطيط لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وأوروبا، علي عكس غيرها من الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية،

وتحدث المسؤولون الأميركيون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم لم يرغبوا في تحديد هويتهم عند مناقشة برنامج سري.

 ديفيد بيترايوس، الذي كان آنذاك مديرا للسي اي ايه، هو أول من اقترح في صيف عام 2012 برنامجا سريا لتسلح الثوار وتدريبهم لقتال قوات الحكومة السورية.
 
 واضطرت ادارة اوباما الي عقد مناقشات حول الاقتراح، ورأي كبار مساعدي اوباما أن المعارك الفوضوية في سوريا ستجعل من المستحيل تقريبا ضمان ان الاسلحة التي سيقدمها السي اي ايه لن تقع في يد ميليشيات مسلحة مثل جبهة النصرة. واعترض اوباما علي الخطة 

لكنه غير رأيه في العام التالي ووقع قرارا رئاسيا يجيز للسي اي ايه تسليح وتدريب جماعات صغيرة من الثوار السوريين في قواعد في الأردن بشكل سري. وجاء عدول الرئيس عن قراره من ناحية بسبب تعرضه لضغوط مكثفة من زعماء أجانب، منهم الملك عبد الله ملك الاردن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين تنياهو الذي رأي ان الولايات المتحدة يجب ان يكون لها دورا أكثر فعالية في محاولة انهاء الصراع 

بدأ البرنامج السري الذي أعطي اسم " تيمبر سيكامور" Timber Sycamore ببطء، وفي 2015 حققت جماعات الثوار المدعومة من السي اي ايه تقدما ملحوظا علي قوات الحكومة، واقتحموا مناطق في سوريا كانت تعد لفترة طويلة معاقل للنظام. وحقق الهجوم زخما بعد ان بدأت السعودية والسي اي ايه إمداد جماعات الثوار بالاسلحة المضادة للدبابات
 
لكن اقتحام الثوار لمحافظة إدلب وحما واللازقية في شمال سوريا سبب مشاكل لواشنطون. فجبهة النصرة التي تقاتل جنبا الي جنب مع الثوار السوريين حققت مكاسب خاصة بها من الاراضي التي سيطرت عليها 
 
وكانت النجاحات التي حققتها جبهة النصرة في أرض المعركة هي ما دفعت الرئيس بوتن الي استغلالها كمبرر للعملية العسكرية الروسية في سوريا. ودمرت الحملة الروسية الثوار واضطرتهم للانسحاب بعد ان قصفت المقاتلين المدعومين من السي اي ايه ومقاتلي جبهة النصرة بلا هوادة  
 
وتعرض البرنامج لنكسات أخري. فتدريب وتسليح الثوار كان يتم في الاردن وتركيا، وضباط المخابرات الاردنية كانوا يسرقون مستودعات الاسلحة التي شحنتها السي اي ايه للثوار السوريين ويبيعوها في السوق السوداء. وفي شهر نوفمبر قام أحد أفراد الجيش الاردني باطلاق النار وقتل ثلاثة جنود امريكيين كانوا يدربون الثوار السوريين في إطار برنامج السي اي ايه 
 
وكان مسئولي البيت الابيض يتسلمون تقارير دورية تتحدث عن اعدام الثوار السوريين الذين دربتهم السي اي ايه للأسري دون محاكمات وارتكبوا خروقات أخري لقواعد الصراعات المسلحة. وأدت هذه التقارير في بعض الأحيان الي تعليق السي اي ايه تعاونها مع تلك الجماعات متهمة إياها بارتكاب أخطاء 
 
وظل جون برينان، الذي كان اخر مدير للسي اي ايه في عهد اوباما، مدافعا قويا عن البرنامج رغم الانقسامات داخل وكالة الاستخبارات حول جدوي البرنامج. لكن البرنامج فقد في العام الأخير لرئاسة اوباما الكثيرين من المؤيدين له داخل البيت الابيض - لا سيما بعد ان أصبحت الأولوية القصوي للادارة قتال الدولة الاسلامية، أو داعش، بدلا من انهاء حكم الاسد 
 
وأثناء أحد الاجتماعات التي عقدت في البيت الابيض في نهاية ادارة اوباما، وإثناء مواصلة الثوار السوريين المدعومين من السي اي ايه خسارة الأرض أمام القصف الجوي الروسي، واصل السيد برينان تبريره أن علي الولايات المتحدة ان تواصل دعم جهود اسقاط الاسد، وفقا لما ذكره لنا شخص ممن حضروا الاجتماع
 
لكن سوزان رايس، مستشارة الامن القومي، ردت عليه قائلة : " لا ترتكب خطأ فأولوية الرئيس في سوريا قتال داعش " ، وذلك وفقا للشخص الذي حضر الاجتماع 
 
 وبدأت الحكومة السورية تدريجيا، مدعومة بالطيران الروسي، استعادة المناطق القريبة من الحدود التركية التي كانت لفترة طويلة معاقل للثوار، وفي النهاية طردت الثوار من مدينة حلب المحاصرة  
 
وسقطت حلب علي يد قوات الحكومة السورية في شهر ديسمبر 
 
 
 
 
 
 
https://mobile.nytimes.com/2017/08/02/world/middleeast/cia-syria-rebel-arm-train-trump.html?referer=https://t.co/8J0zHUSrt3?amp=1

الاثنين، 31 يوليو 2017

أمريكا أبلغ حلفائها السوريين المحليين أن عليهم أن يقاتلوا داعش وحدها وليس الأسد، مما دفع إحدي الجماعات الحليفة الي الانسحاب

(سي ان ان ) - قال مسئولين في التحالف ووزارة الدفاع لسي ان ان أن التحالف الذي تقوده أمريكا لقتال داعش أبلغ  حلفاؤه السوريين المحليين أنه يتوجب عليهم أن يركزوا حصريا علي قتال داعش وليس قتال الجيش السوري، وأدت هذه التوجيهات الي مغادرة احدي الجماعات أحد القواعد العسكرية المشتركة للتحالف في جنوب سوريا

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل في الجيش الامريكي ريان ديلون لشبكة "سي ان ان" ان "التحالف لا يدعم سوى القوات الملتزمة بمكافحة داعش".

لكن إحدي الجماعات المدعومة من امريكا تسمي نفسها " شهداء القريتين " اعترضت علي هذا الشرط واختارت ان تغادر القاعدة العسكرية لتنفذ عمليات مستقلة ضد قوات النظام السوري، وفقا لما ذكره عدد من المسئولين الامريكيين ومسئولين في التحالف لشبكة السي ان ان . وأضاف المسئولين أنه لا يزال هناك حلفاء محليين اخرين موجودين في القاعدة العسكرية ويواصلون التعاون مع مستشاري التحالف 


وقال ديلون " شهداء القريتين أعلنوا أنهم قد يرغبون في تحقيق أهداف أخرى، وأعلن التحالف لقيادة شهداء القريتين أنه إذا اختاروا السعي لتحقيق أهداف أخرى، فإن التحالف لن يدعم عملياتهم" .

وقدم ديلون يوم الخميس أثناء حديثه للصحفيين المتواجدين في وزارة الدفاع عن طريق الفيديو عن بعد من بغداد.تفاصيل أخري حول هذا التطور

 وقال ان هذه الجماعة تتكون من مقاتلين محليين من منطقة صحراء حمد المحيطة وقال انهم كانوا " شركاء مهمين في قتال داعش في جنوب سوريا " 

وأضاف ديلون " نحن بصدد وقف دعمنا لهم. وسنستعيد بعض المعدات التي قدمناها لهم لقتال داعش " 

ولم يتبين بعد كيف ستسلم تلك الجماعة اسلحتها ومعداتها نظرا لرغبتها في تنفيذ عمليات مستقلة ضد النظام

وقال أحد المسئولين العسكريين الامريكيين لشبكة سي ان ان أن قائد الجماعة كان يرفض اعادة الاسلحة التي قدمها التحالف لقواته، وأبلغ كتيبة القوات الخاصة الامريكية في التنف أن وحدته " جزء مهم في جهود التحالف الامريكي في جنوب سوريا " 

ويطلق البنتاغون علي حلفائه المحليين في جنوب سوريا اسم " المعارضة السورية المفحوصة " ، وهو اسم يسلط الضوء علي حقيقة ان الكثير من هؤلاء المقاتلين أصبحوا منظمين معارضين لحكومة بشار الأسد.  وهذه الجماعة تختلف عن قوات سوريا الديمقراطية الأكبر حجما والتي تتكون من خليط من المقاتلين الاكراد والعرب الذين يقاتلون لطرد داعش من الرقة في شمال سوريا 

قوات المعارضة السورية المفحوصة دربت وسلحت علي يد مستشارين عسكريين امريكيين ومستشارين من التحالف في قاعدة التنف العسكرية التي تقع في المنطقة ذات الحدود الثلاثية بين سوريا والاردن والعراق

وقال ديلون يوم الخميس ان تلك كانت " المرة الاولي " التي ينهي فيها التحالف دعمه لاحدي جماعات المعارضة المفحوصة 

وقال مسئول امريكي في وزارة الدفاع ان القائد العسكري لجماعة شهداء القريتين، محمد قاسم، أخذ قواته خارج منطقة خفض النزاع المكونة من 55 كيلو متر التي تحيط بالتنف لتنفيذ عمليات مستقلة ضد القوات الموالية للنظام 


وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد اقامتا هذه المنطقة لمنع الاشتباكات بين القوات الموالية للنظام وقوات التحالف وحلفائها المحليين.
وكانت شبكة سي ان ان قد ذكرت فى وقت سابق ان القوات الموالية للنظام اقامت عددا من المناطق العسكرية ونقاط التفتيش فى المنطقة القريبة من منطقة نزع السلاح. وقال مسؤولون اميركيون لشبكة سي ان ان انهم يعتقدون ان ميليشيات موالية للنظام تدعمها ايران تقوم بتشكيل سلسلة من نقاط التفتيش في اطار محاولة اقامة طريق برى استراتيجي من ايران الى ساحل البحر الابيض المتوسط.
وقد أدى هذا القرب إلى بعض الاشتباكات في الشهر الماضي، بما في ذلك الضربات الجوية الأمريكية ضد قوات النظام التي اخترقت المنطقة واسقاط الطائرات الأمريكية طائرتين بلا طيار تابعتين للنظام كان ينظر إليهما على أنهما يشكلان تهديدا للحلفاء المحليين ومستشاري التحالف.

لكن البنتاجون اشار الى ان التوترات بين قوات التحالف وقوات النظام قد تراجعت فى الاسابيع الاخيرة وحثت الولايات المتحدة والائتلاف جميع الاطراف على التركيز على محاربة داعش.
وقال مسؤول في التحالف لشبكة "سي ان ان "اننا لا نخوض حربا على النظام".

وقال المسؤول "لا يمكن ان يكون لهم اهداف متعددة، ونحن بحاجة الى ان نركز بشكل فردي على محاربة داعش"، مضيفا انه لا يزال هناك عدد كبير من المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في التنف، وأنه من الممكن أن لا يتبع جميع أعضاء جماعة  "شهداء القريتين" زعيمهم في متابعة العمليات المناهضة للنظام.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لشبكة "سي ان ان" ان قائد الوحدة كان في مفاوضات مع مسؤولين في التحالف لاعادة مقاتليه الى التنف وكان من المقرر ان يعود الثلاثاء لكن المسؤول قال ان القائد ارسل اثنين من نوابه بدلا منه وشرحوا أن العمليات خارج منطقة نزع التصعيد "دفاعية في طبيعتها" تهدف إلى إحباط القوات المؤيدة للنظام.
وقال ديلون يوم الخميس "كانوا يعرفون قبل أن ينسحبوا ويسعون لتحقيق هذه الاهداف الاخرى ماذا ستكون العواقب".
وتأتي التوترات بين هذه الجماعة التابعة للثوار والجيش الأمريكي حول قتال الأسد بعد أيام من ظهور قائد العمليات الخاصة الجنرال توني توماس لتأكيد تقرير واشنطن بوست أن إدارة ترامب أنهت برنامج وكالة المخابرات المركزية السري لتسليح الثوار المعلرضين للأسد في سوريا.
وعلى الرغم من انتهاء هذا البرنامج مؤخرا والضغط على حلفاء الجيش المحليين بعدم محاربة قوات الأسد، قال الرئيس ترامب يوم الثلاثاء إنه "ليس من المعجبين " بالزعيم السوري.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري "لست من المعجبين بالاسد واعتقد ان ما فعله لهذا البلد وبالانسانية فظيع".
 وفي ظل الإحجام عن محاربة النظام، تم التشكيك في قيمة قاعدة الطنف العسكرية، حيث اتخذت قوات النظام مواقع بين القاعدة ومواقع داعش على طول وادي نهر الفرات الأوسط.
ولكن بينما اعترف ديلون بالتحديات اللوجستية، قال إن الائتلاف لديه خطط لجلب القوات المحلية المتمركزة في الطنف، وكثير منهم من السكان الأصليين في وادي نهر الفرات.
وقال ديلون: "هل يمكن أن نترك على الشاحنات ونذهب مباشرة إلى أبو كمال وميادين ودير الزور دون الدخول في النظام، وليس ذلك على الأرجح"، مشيرا إلى وادي نهر الفرات الأوسط، وهو منطقة رئيسية محتلة من قبل داعش، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن وقد نقلت الجماعة الإرهابية قيادتها، واستقرت ما بين 000 5 و 000 10 مقاتل.
وقال ديلون "ولكن فيما يتعلق بأي خطط مستقبلية لإدخالهم في المعركة سنعالج ذلك ونعتقد أنه ستكون هناك فرصة لاستخدامها في معركة داعش في وادي الفرات الأوسط عند الحاجة".
 http://edition.cnn.com/2017/07/26/politics/us-syrian-allies-isis-assad/index.html